كلام الشيخ محمد الشقيري قال الشيخ محمد الشقيري الحوامدي رحمه الله في [ السنن و المبتدعات ] صفحة (134) : [ فصل في بدع شهر رجب : وقراءة قصة المعراج، والاحتفال لها في ليلة السابع والعشرين من رجب بدعة، وتخصيص بعض الناس لها بالذكر والعبادة بدعة، والأدعية التي تقال في رجب، وشعبان، ورمضان كلها مخترعة مبتدعة، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، والإسراء لم يقم دليل على ليلته، ولا على شهره، ومسألة ذهابه ورجوعه ليلة الإسراء ولم، يبرد فراشه، لم تثبت، بل هي أكذوبة من أكاذيب الناس ] كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (298/25) : [ اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم ] كلام الإمام ابن القيم قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (57/1) : [ سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل قال: ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر، وقال آخر: بل ليلة القدر أفضل فأيهما المصيب؟ . فأجاب: الحمد لله، أما القائل بأن ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر، فإن أراد به أن تكون الليلة التي أسري فيها بالنبي ونظائرها من كل عام أفضل لأمة محمد من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها أفضل منه في ليلة القدر، فهذا باطل لم يقله أحد من المسلمين، وهو معلوم الفساد بالاطراد من دين الإسلام. هذا إذا كانت ليلة الإسراء تعرف عينها، فكيف ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به . ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره، بخلاف ليلة القدر، فإنه قد ثبت في " الصحيحين " عن النبي أنه قال: ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وفي " الصحيحين " عنه أنه قال: ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنه أنزل فيها القرآن. وإن أراد أن الليلة المعينة التي أسري فيها بالنبي وحصل له فيها ما لم يحصل له في غيرها من غير أن يشرع تخصيصها بقيام ولا عبادة، فهذا صحيح، وليس إذا أعطى الله نبيه فضيلة في مكان أو زمان يجب أن يكون ذلك الزمان والمكان أفضل من جميع الأمكنة والأزمنة. هذا إذا قدر أنه قام دليل على أن إنعام الله تعالى على نبيه ليلة الإسراء كان أعظم من إنعامه عليه بإنزال القرآن ليلة القدر وغير ذلك من النعم التي أنعم عليه بها. والكلام في مثل هذا يحتاج إلى علم بحقائق الأمور، ومقادير النعم التي لا تعرف إلا بوحي، ولا يجوز لأحد أن يتكلم فيها بلا علم، ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت، وإن كان الإسراء من أعظم فضائله ، ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان ولا ذلك المكان بعبادة شرعية، بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصده هو ولا أحد من أصحابه بعد النبوة مدة مقامه بمكة، ولا خص اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها، ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمان بشيء، ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم الميلاد، ويوم التعميد، وغير ذلك من أحواله. وقد ( رأى عمر بن الخطاب جماعة يتبادرون مكانا يصلون فيه، فقال: ما هذا؟ ، قالوا: مكان صلى فيه رسول الله ، فقال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصل، وإلا فليمض ) . وقد قال بعض الناس: إن ليلة الإسراء في حق النبي أفضل من ليلة القدر، وليلة القدر بالنسبة إلى الأمة أفضل من ليلة الإسراء، فهذه الليلة في حق الأمة أفضل لهم، وليلة الإسراء في حق رسول الله أفضل له ] كلام الشيخ زيد المدخلي سئل فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى السؤال الآتي : فضيلة الشيخ ، إن بعض الناس يقول بعيد لرجب ، واحد يقول في أول رجب وواحد يقول في سبعة وعشرين من رجل هل هذا جائز ؟! فأجاب فضيلته : [ ليس في الإسلام إلا عيد الفطر و عيد الأضحى وعيد الأسبوع الجمعة ، وما سواها من الأعياد فهي مبتدعة سواء في رجب أو في غيره من الأزمنة و الأمكنة ] السؤال رقم (161) من العقد المنضد الجديد في الإجابة على مسائل في الفقه و المناهجو التوحيد ، للشيخ زيد المدخلي حفظه الله [1/252]