إيمان الصوفية بكـتبهم
إن الصوفية هنا، وهناك، وفي كل مكان يتربصون فيه بالإسلام،
يؤمنون بكتبهم إيماناً عنيداً طاغياً
يأسر منهم في قبضته القاهرة عواطف القلوب،
ومشاعر النفوس وسبحات الخواطر، وتأملات الفكر،
ويدينون بكل حرف فيها يرمز إلى أسطورة،
وبكل كلمة تُفْشِي خرافة.
فما تناوَحَتْ إحساساتهم بالحب إلا لها،
وما فتك بالقلوب أُخْطُبوطهم إلا بها،
وما قتلت عناكبهم ذباب النفوس إلا بلعابها السام!.
بيْدَ أنهم حين يلقون المؤمنين،
يقولون رياء ومخادعة: مدسوس!.
حتى إذا خلوا إلى شياطينهم،
قالوا: نفتن المؤمنين!.
وإلا،
فإني أُدَوِّي بِصَيْحَةِ الحق،
تتحدَّى الصوفية وطواغيتها
أن يجرؤ واحد منهم على القول:
إن تلك الكتب مدسوسة!.
أو يستنكر ما تطفح به من كفر،
وليأتنا بأثارة من علم، أو ظن
تدل على أنها دعِّيةُ النسب إلى من افتروها!.
نعم أدوِّي بصيحة الحق:
إن تلك الكتب ليست بمدسوسة،
ويشهد بذلك التاريخ الحق،
وتواتر النقل الصحيح،
ولكن هَبُوها كذلك،
فما ينفعكم،
وأنتم بها تدينون،
وتؤمنون إيمان عابد الخمر بالدِّنِّ والكأس والعربدة!.
مدسوسة !
إنها التُّرْسُ الأخير،
يلوذ به من يَنْأَدُّ منكم تحت صدمة الحق الصاعقة !
وشهادة زور تُفْتَرى؛
لينجو بها المجرم من عقاب جريمته!.