عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-14, 09:49 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
أبو فراس السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو فراس السليماني


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 11232
المشاركات: 1,339 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.32 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 34
أبو فراس السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
أبو فراس السليماني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو فراس السليماني المنتدى : بيت فـرق وأديـان
افتراضي

الفصل الخامس



شيوخ الصوفية وكراماتهم (1)



عبادة الأحبار والكهان




ما ألحفت الصوفيةُ في شيء
إلحافها في الدعوة إلى اتخاذ شيوخها
أرباباً من دون الله،


ففرضت على الدرويش أن يكون وِطاءً ذليلًا لشيخه
مُستَعبَدَ الفكر سليب الإرادةَ
كجثة الميت في يد الغاسل،



وجعلت هذه العبودية الممتهنة
أولى الدلائل على طاعة المريد لشيخه،
وعلى حبه له،
وعلى أنه يرقى معارج الوصول إلى حظائر القدس.


اسمع إلى طيفور البسطامي يقول :
"من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان" ( 2 )


وإلى صاحب لطائف المنن يزعم :
"من لم يكن له أستاذ يصله بسلسلة الأتباع،
ويكشف له عن قلبه القناع،
فهو في هذا الشأن لقيط لا أب له،
دعيٌّ لا نسب له " ( 3 )


وإلى محمد عثمان يقرر آداب المريد مع شيخه:
"ومشاهدتك له في كل حال وَرَدَ عليك أنه بواسطته إليك يا فتى،
ومنها أن تجلس جلوس الصلاة عنده،
وأن تفنى فيه،
وألا تجلس فوق سجادته،
وألا تتوضأ بإبريقه
ولا تتَّكئَ على عكازه،


واسمع ما قال بعض الأصفياء:
من قال لشيخه: لمَ؟!
لا يفلح،


ولتكن محضره في قلبك وخيالك،
فإن غفلت عنه وقتاً،
فهذا من مقتك،
واجتهد في أن تنال مقام الفناء فيه،
فَمِنْ ثَمَّ ترقى إلى مقام البقاء به " ( 4 )



وقد نظمها مصطفى البكري، فقال:

وسَلِّم الأمرَ لهُ، لا تعترضْ ** ولو بعصيانٍ أتى أذًى فُرِضْ

وكن لديه مثلَ مَيْتٍ فاني ** لدى مُغَسِّلٍ؛ لتمسي داني

ولا تَطَأ له على سجادة ** ولا تَنَمْ لهُ على وسادة (5)


وقد سبقه الجيلي بهذا.

وكُنْ عنده كالميْتِ عند مُغَسِّلٍ ** يُقَلِّبْه كيف يشاء، وهو مطاوعُ(6)


وتُحتم الصوفية على المريد ألا يعصي شيخه في أمر أو نهي،
وإن رآه يخالف السنة المحمدية ( 7 )



ولكي يظل الدرويش تحت قبضة الشيخ يستذل كرامته،
ويغصبه ماله وعرضه،


قررت الصوفية على لسان الشعراني
أن من أشرك بشيخه شيخاً آخر وقع في الشرك بالله،( 8 )

وأن من أخذ الطريق على غير شيخه، كان على غير دين .( 9 )



وكتب الصوفية طافحة بمثل تلك المنكرات
التي تهدر الكرامة والقيم الإنسانية النبيلة،


وتجعل من الإنسان لِقًى طريح الذل والهوان والصغار،

وموطئاً مستعبدا لكل نعل نجسة باغية الوَطْء،
تـنـزو بالرجس الحقير،


وهذا سر ما ترى عليه الصوفية من انشطارها شطرين،
شطر معبود، وآخر عابد،


وسرُّ ما يروعك إذ تبصر شيخاً كبيراً كبيراً
يلعق نعل طفل صغير
ما زال يتعثر في خراءته،
ويتلطخ بنجاسة بوله!!


لا لشيء سوى أنه حفيد مولاه شيخ الطريقة،
ففيه سِرُّه، وفيه ربَّانِيَّتُه !! (10)


وسر مخالفة الصوفية جميعاً عن أمر الله؛
لما يدينون به من أن شيوخهم لا يهمسون بهمسة
إلا عن وحي من الله،


فقلوبهم العروش التي استوى عليها برحمانيته،
وسماوات كبريائه وجلاله وجماله،
وأقداس وحيه التي يفيض منها هداه !!


يقول القشيري:
"من صحب شيخاً من الشيوخ،
ثم اعترض عليه بقلبه،
فقد نقض عهد الصحبة،
ووجبت عليه التوبة !!


على أن الشيوخ قالوا:
حقوق الأستاذين لا توبة منها " (11)

******************
( 1 ) لا ينكر مسلم إكرام الله لأوليائه بما وعدهم به من أن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونستطيع أن نعرف من القرآن ما يكرم الله به أولياءه فقد وصفهم الله بأنهم المؤمنون المتقون، فاقرأ في القرآن ما أعده الله للمؤمنين المتقين، تعرف ما يكرمهم الله به،
ولكنك لن تجد فيه ما يزعمه الصوفية

( 2 ) ص 147 كتاب الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية ط 1913م
( 3 ) ص 146 المصدر السابق
( 4 ) الهبات المقتبسة لمحمد عثمان ط 1939م
( 5 ) بلغة المريد للبكري
( 6 ) منحة الأصحاب للرطبي ص 75
( 7 ) انظر ص 131 قواعد الصوفية
( 8 ) ص 154 المصدر السابق

( 9 ) ص 103 جـ 2 لطائف المنن وقد شاكلوا الإسماعيلية في ذلك
إذ يزعمون أن من أشرك مع إمامه سلطة أخرى أو ارتاب في وجوب الطاعة له،
كان كمن أضاف للنبي نبياً آخر، وكمن شك في نبوته،
وبذا صار كمن وضع مع الله إلهاً آخر.
انظر ص 218 العقدية والشريعة لجولد زيهر

(10) نصبت مشيخة الطرق طفلاً سنه خمس سنوات شيخاً لسجادة كبرى في مصر
انظر ص 154 المجموعة الدمرداشية!!
(11) ص 151 الرسالة للقشيري










توقيع : أبو فراس السليماني

عرض البوم صور أبو فراس السليماني   رد مع اقتباس