صوفي يدبر الأمر
يقول الدباغ:
"رأيت ولياً بلغ مقاماً عظيماً،
وهو أنه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة،
والوحوش، والحشرات، والسموات،
ونجومها، والأرضين ،
وكرةُ العالم بأسرها تستمد منه
ويسمع أصواتها وكلامها في لحظة واحدة،
ويمد كل واحد بما يحتاجه،
ويعطيه ما يصلحه
من غير أن يشغله هذا عن ذاك " ( 1 )
يصِف عبداً بصِفات الربوبية والإلهية !!
ويقول أحمد التيجاني ( 2 ) عن نفسه:
"روحي" روحه
تمد الرسل والأنبياء،
وروحي تمد الأقطاب والعارفين من الأزل إلى الأبد !! ( 3 ) ،
وإذا جمع الله تعالى خلقه في الموقف
ينادي مناد بأعلى صوته يسمعه كل من في الموقف،
يا أهل المحشر،
هذا إمامكم الذي كان مددكم منه،
كل ما فاض من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي.
ومني يتفرق على جميع الخلائق " ( 4 )
ويصفه تابع له بقوله:
" إذا توجَّه أغْنَى وأقْنَى، وبلغ المنى " ( 5 )
ويصفه آخر بقوله:
" لا يتلقن واحد من الأولياء فيضاً من حضرة نبي إلا بواسطته"(6)
وآخر بقوله:
" نفوذ بصيرته الربانية التي ظهر مقتضاها
من إظهار مضمراتٍ، وإخبار بمغيباتٍ،
وعلم بعواقب الحاجات،
وما يترتب عليها من المصالح والآفات " ( 7 ).
ويقول البسطامي:
" رفعني "أي الله" فأقامني بين يديه
وقال لي: يا أبا يزيد: إن خلقي يحبون أن يروك،
فقلت : رَبِّني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك،
وارفعني إلى أحديتك،
حتى إذا رآني خلقك،
قالوا: رأيناك لتكون أنت ذاك،
ولا أكون أنا هناك "( 8 ).
وَنَعْتُ "حرازم" للتيجاني، بأنه يُغْنِي ويُقْنِي، ويعلم الغيب،
نَعْتٌ له بصفات الله.
فالله سبحانه يصف نفسه بقوله:
( وأنه هو أغْنَى وأقْنَى )
( عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحداً
إلا من ارتضى من رسول،
فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ).
******************
( 1 ) ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ
( 2 ) هو أحمد بن محمد أبو العباس ولد سنة 1150هـ
( 3 ) نفس ما ادعاه لنفسه الطاغوت ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء !!
( 4 ، 5 ،6، 7 ) ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها،
ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.
( 8 ) اللمع للطوسي ص 383 مطبعة بريل بليدن