أنواع الكرامات
يزعم المناوي أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات.
"النوع الأول: إحياء الموتى، وهو أعلاها،
فمن ذلك أن أبا عبيد اليسري الدماميني غزا ومعه دابة فماتت،
فسأل الله أن يحييها ، فقامت تنفض أذنيها ،
وأن مفرجا الدماميني أحضر له فراخ مشوية فقال:
طيري بإذن الله تعالى، فطارت.
ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها،
وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت،
ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه،
فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلاً،
وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات فدعا الله، فأحياه ". ( 1 )
نفس المعجزات التي منَّ اللهُ بها
على إبراهيم وعيسى،
وعلى الذي مرَّ على قرية
وهي خاويةٌ على عروشها !!
ويقول الكلاباذي:
"أجمعوا على إثبات كرامات الأولياء،
كالمشي على الماء،
وكلام البهائم،
وطيّ الأرض،
وظهور الشيء في غير موضعه " ( 2 )
وقد نظمها حسن رضوان.
وإن تجلى جَلَّ شأنُه على ** وَلِيِّه بقدرةٍ تَحَمَّلا
وشاهد الأشياء تحت قبضتهْ ** وأنها تكونت عن قدرتهْ
شهود غيب، غير أنه ظهرْ ** عليه منه في الشهادة الأثرْ
وَمِنْ هنا حوال أرباب الهِمَمْ ** كمشيهم فوق الماء بالقَدَمْ
أو الهواء، أو على السحاب ** أو طَيٍّ أو خبز من التراب
أو غير هذا من أمور خارقةْ ** لعادة ، والشرط أن توافقهْ ( 3 )
ومن هنا دانت الصوفية بأولياء لهم
"التصرف العام والحكم الشامل العام
في جميع المملكة الإلهية،
وله بحسب ذلك الأمر والنهي
والتقرير والتوبيخ والحمد والذم".( 4 )
ويتحدث الكوهني عن معجزات سلامة الراضي:
"حملت إحدى زوجات الإخوان، وفي التاسع مات الجنين،
وبقى عشرة أيام ميتاً ببطن أمه،
وعند الوضع ذاكر هذه الأخُ شيخَنا،
فقال: كذلك يا فلان؟!
وبتمامه تم الوضع طبيعياً
كأن لم يكن هناك وليد مات منذ عشرة أيام.
وأحد الإخوان كُفَّ بصره، فذاكر حضرةَ الأستاذ،
فقال له: إن كتمت الأمر، أبصرت،
فرضي بالشرط فمسح على عينه، فأبصر،
وكان لبعض وجهاء بندر الجيزة ابنة وحيدة أصابتها حمى،
وبعد شفائها، خرست، فلم تتكلم أبداً،
فعرضوها على الأطباء سنوات، فلم تُشْفَ،
فأحضروها لشيخنا، ونظر إليها نظرة،
فسألها عن اسمها، فنطقت به،
وذهب خرسُها في الحال ". ( 5 )
نفس المعجزات التي منَّ الله بها
على عيسى
.
وهكذا تدين الصوفية بأن من أوليائها
من يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى
وكثير من هؤلاء الذين نسبت إليهم تلك القُدَر الإلهية
طائفة تمردت على الله تمرد الشيطان!.
******************
( 1 ) ص 11 الكواكب الدرية لعبد الرءوف المناوي ط 1938م
( 2 ) ص 44 التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ط 1933م
( 3 ) ص 239 روض القلوب المستطاب
( 4 ) ص 79 جـ 2 جواهر المعاني لحرازم
( 5 ) ص 258 طبقات الشاذلية الكبرى للحسن بن محمد الكوهني الفاسي،
وقد ألف كتابه في حياة شيخه "الذي مات من عهد قريب جداً".