معجزات الرسل من قدرة الله
أما رسل الله، فما كانت معجزاتهم طوع أيديهم،
كما تزعم الصوفية لشيوخها،
ولا بأمرهم،
وإنما كانت بيد الله وحده،
وبأمره يكرم بها نبيه متى شاء سبحانه،
لا متى شاء الرسول.
ما ضرب موسى بعصاه الحجر، أو البحر بأمره،
وما انفلق البحر بقدرته،
وإلا ففيمَ كان خوف موسى من أن يدركه فرعون وجنوده،
لو أنه كان حتى على ظنٍّ من قدرة عصاه على فلق البحر؟!.
بل لماذا مسته رعدة الخوف
حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم،
حتى ثبته الله بقوله:
( لا تخف، إنك أنت الأعلى )
هذه آية قدرة على صنع المعجزات ؟
أم هو العجز البشري
يضرع في صدق إلى قدرة الله المنقذة ؟.
وما نزل جبريل بالقرآن على محمد بأمره، أو إرادته،
بل بأمر الله وحده وإرادته
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ).
وتدبر، يتجلَّ لك الهدى بيِّنًا
من قوله سبحانه:
( قلنا: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )
ما قالها إبراهيم،
وإنما القائل لها – لأنه القادر عليها – رب إبراهيم.
فأين من هذا زعم الصوفية،
أن شيوخها يُصَرِّفون أقدار الوجود
بنزغات الهوى، وعواء الشهوات ؟!
ويقولون للشيء كن، فيكون ؟!
تعالى الله عما يأفك الخرَّاصون علواً كبيراً!.
ثم ماذا يستفيد الخلق من دجاجة يردها الكيلاني إلى الحياة ؟
ومن دابة، يحيي اليُسري منها العظام، وهي رميم ؟!
ومن كرامات الحريثي ووحيش
يقترفان بغي الجريمة على مدرجة الطريق ؟!.
إن الصوفية – كما رأيت –
قد حكمت بأن معجزات أولي العزم من الرسل
طَوْع الهوى من
البُلْه الخَرْقى المشعبذين
من أوليائها!
فماذا يمنع أدعياء الصوفية من الزعم
بأن الله سبحانه أوحى إليهم قرآناً،
كما أوحى إلى محمد ( 1 )،
ما دامت الصوفية تحكم
بأن معجزات الرسل أثارة من قدرة المعتوهين،
ومقترفي الإثم والخطايا ؟
بل ما دمتم يا كهنة الصوفية
قد حكمتم بأن لأوليائكم حياة كحياة الله،
وقدرة قهارة شاملة، كقدرته،
فالله سبحانه، يقول:
( قال: من يحي العظام، وهي رميم؟
قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة )
ولقد زعمتم أن إحياء العظام، وهي رميم من قدرة أوليائكم؟
ولا ريب في أن من يقدر على أن يهب لغيره الحياة،
قادر على أن يهب الديمومة لنفسه،
والخلود الأبدي لحياته.
وإلا،
فكيف يهب لغيره،
ما لا يهب،
أو يستطيع أن يهبه لنفسه ؟!
أرأيت إلى الصوفية،
كيف يصفون
الحمقى الشاردين في تيه الضلالة
بما يوصف به
الخلَّاق العلي الكبير وحده ؟
******************
( 1 ) ادعاها ربيب الصوفية ميرزا محمد علي الملقب "بالباب"
ومن بعده مسيلمة ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء.
وادعاها غلام أحمد القادياني!!