تفضيل خاتم الأولياء على خاتم النبيين زعم ابن عربي في النص الذي نقلته عنه آنفاً أن الرسل لا يستمدون أشرف علومهم إلا من خاتم الأولياء، وهذا يستلزم تفضيل الولي الخاتم على الرسل بعامة وعلى النبي الخاتم بخاصة، يقول ابن عربي: "ولما مثَّل النبي النبوة بالحائط من الَّلبِن، وقد كَمُل سوى موضع لبنة، فكان تلك الَّلبِنَة، غير أنه لا يراها إلا كما قال لبنةً واحدة، وأما خاتم الأولياء، فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله، ويرى في الحائط موضع لبنتين، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكمل الحائط.. كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول" ويقول: "وفينا من يأخذه عن الله، فيكون خليفة عن الله بعين ذلك الحكم " ( 1 ) فضَّل خاتمَ الأولياء بأمرين، أولهما: أخذه عن الله مباشرة، أما خاتم النبيين فيأخذ عن الله بواسطة الملَك. الأمر الآخر: هو أنه على يديه تم الدين، فابن عربي يشير بهرائه ذاك إلى الحديث الصحيح الذي مَثَّلَ فيه رسولُ الله ما بُعث به والأنبياء من قبله ببيت كانت تنقصه لَبِنَةٌ، وأنه ، هو الذي جاء بتلك اللبنة، يعني أنه هو الذي أتمَّ الله به على المسلمين دينهم. ولكن ابن عربي يزعم أن الدين كان ناقصاً لبنتين، فأتى محمد بواحدة، وأتى خاتم الأولياء بهذه، وبلبنة أخرى، فلم يكمل دين الله إلا على يد خاتم الأولياء! أين هذا الإفك من قول الحق جل وعلا: ( اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ؟!. ****************** ( 1 ) ص 63، 163 المصدر السابق
بهجة قلوب الأبرار