بين الجاهلية والصوفية
كانت الجاهلية في إسفافها الوثني
أقل حماقة من الصوفية،
وتَدَبَّرْ ما قصه الله عن الجاهلية وشركها،
تجدهم كانوا يوحدون الله في ربوبيته
توحيداً حُرمت حتى من مثله قلوب الصوفية،
إن كانت لهم قلوب!
يقول تعالى:
( قل: لِمن الأرضُ ومن فيها إن كنتم تعلمون؟
سيقولون: لله.
قل: أفلا تَذَكَّرون؟!
قل: من رب السموات السبع،
ورب العرش العظيم؟
سيقولون لله.
قل: أفلا تتقون؟!
قل: من بيده مَلَكُوتُ كُلِّ شيء،
وهو يُجِير ولا يُجَار عليه،
إن كنتم تعلمون؟!
سيقولون: لله.
قل: فَأنَّى تُسْحَرون؟!).
هذا دين الجاهلية
ولكن الله لعنهم لعناً كبيراً بشركهم،
لأنهم أشركوا بالله في إلهيته،
فتضرعوا إلى غيره بالدعاء.
أما الصوفية،
فتدين بالقتلة، والمجرمين، وأوغاد الفاحشة
أقطاباً يتصرفون في الوجود،
ويسيطرون بقهرهم على سنن الله الكونية
ونواميس الوجود
التي فطرها الله وحده،
وهو الذي يصرفها وحده،
ويتحكمون في أقدار الله،
فلا ينفذ منها إلا ما يشتهون،
فأيُّ الشركين أطغى بغياً،
وأخبث رجسا ؟
لقد وحدت الجاهلية الله في ربوبيته،
وأشركت به في ألوهيته،
أما الصوفية، فنفتهما عنه،
وأثبتهما للمفاليك الصعاليك ،
بل انحدرت حتى نفت وجودَ الله الحق ،
ونعتته بالعدم الصرف،
أفيمكن أن يقاس إلحادُ الصوفية،
بشرك الجاهلية ؟
أم ترى هذا ليلاً غاسقاً،
وترى الإلحاد الصوفي دياجير تطغى،
وتتراكم، وتطول،
حتى لا يُعرف الأبد فيها بدايته ، أو منتهاه ؟!
أجيبوا يا كهنة الصوفية !
ولكن ، لا :
فحسبي أن الجواب مُسْفِر الصُّبْح،
وضيء البيان، قوي الدلائل!