مَرْحى بالمُحاجَّة
وهنا ينازعني الإشفاق على شيبتك يا سماحة الشيخ،
وعلى نفسك الذاوية من هجير الأسى،
ولَفْح اللوعة المضنية،
بيد أني أرى من الخير،
أن أصل ما بيني وبينك بالإلحاف في رجاء صادق،
هو أن تقرأ ، وأن تقرأ !
ولست بطامع
في أن ترد على ما كتبت!
ترى أُيخلف الشيخ الكبير ظني ؟ ( 1 )
لم يَحُلْ خطر منصبك بينك،
وبين أن تشكو منا إلى النيابة،
فلما أن أيأسك عدلُها من أن تَظْلِم لك،
شكوت إلى كل حكومة سابقة!
فهل يحول بينك،
وبين أن تذود عن الصوفية
غائلة ساحقة ماحقة ؟!
إني ليخيَّل إليَّ أن الشيخ الكريم
سيدعوني إلى مناظرة
يشهدها الجم الغفير من أتباعه،
فمرحى مرحى بها،
وإن كانت عند وثن الشعراني!
وإذا لم ينزع أحدكم إلى الرد،
فسيؤمن الكثيرون
أن الصوفية باطل جبان
لا يعربد بِسَوْرته
إلا حين يغمض الحق عنه عينيه لحظة !.
وأصيخوا إلى قول الله:
( وياقوم:
مالي أدعوكم إلى النجاة،
وتدعونني إلى النار،
تدعونني؛ لأكفرَ بالله،
وأشركَ به ما ليس لي به علمٌ،
وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار،
لا جَرَمَ أنما تدعونني إليه،
ليس له دعوةٌ في الدنيا،
ولا في الآخرةِ،
وأنَّ مَرَدَّنا إلى الله،
وأن المسرفين هم أصحابُ النار،
فَسَتَذْكرون ما أقول لكم،
وأُفَوِّض أمري إلى اللهِ،
إن اللهَ بصير بالعباد )
فهلا أفَضْتُم إلى حِمى الله،
وعلى إشراق الهدى من كتابه وسنة رسوله،
نسعى في الوجود دعاة إيمانٍ وحق وتوحيد
وإخاءٍ وسلام ؟!
*****************
( 1 ) أعثرني الله على كبير منهم في منزل رجل كريم
لا يعرف دين الصوفي الكبير الذي كان على بينة من عدة لغات وعدة فلسفات،
ويتزعم طائفة كبيرة لها فروعها المنتشرة في كل مكان،
فما هي إلا لحظات قصار،
حتى قهره الله بالحق من آياته،
مما اضطره إلى أن يحكم بأن عقيدة السلف هي خير عقيدة.
وهذا ديدنهم. فرار جبان، وكذب جبان!!