ثم إنه 
حضّ على الرضا بقضاء الله وقدره،
بعد بذل الجهد،
واستفراغ الوسع في الحرص على النافع.
فإذا أصاب العبد ما يكرهه
فلا ينسب ذلك إلى ترك بعض الأسباب
التي يظن نفعها لو فعلها،
بل يسكن إلى قضاء الله وقدره ليزداد إيمانه،
ويسكن قلبه وتستريح نفسه؛
فإن " لو " في هذه الحال
تفتح عمل الشيطان
بنقص إيمانه بالقدر،
واعتراضه عليه،
وفتح أبواب الهم والحزن والمضعف للقلب.
وهذه الحال التي أرشد إليها النبي 
هي أعظم الطرق لراحة القلب،
وأدعى لحصول القناعة والحياة الطيبة،
وهو الحرص على الأمور النافعة،
والاجتهاد في تحصيلها،
والاستعانة بالله عليها،
وشكر الله على ما يسره منها،
والرضى عنه بما فات،
ولم يحصل منها.