الحديث الرابع عشر
عن أبي موسى
"أن النبي
كان إذا أتاه سائل أو طالب حاجة،
قال:
"اشفعوا فلتؤجروا،
ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء"
متفق عليه.
وهذا الحديث متضمن لأصل كبير،
وفائدة عظيمة،
وهو أنه ينبغي للعبد أن يسعى في أمور الخير
سواء أثمرت مقاصدها ونتائجها
أو حصل بعضها،
أو لم يتم منها شيء.
وذلك كالشفاعة لأصحاب الحاجات
عند الملوك والكبراء،
ومن تعلقت حاجاتهم بهم
فإن كثيراً من الناس يمتنع من السعي فيها
إذا لم يعلم قبول شفاعته.
فيفوّت على نفسه خيراً كثيراً من الله،
ومعروفاً عند أخيه المسلم.
فلهذا أمر النبي
أصحابه
أن يساعدوا أصحاب الحاجة بالشفاعة لهم عنده
ليتعجلوا الأجر عند الله،
لقوله:
"اشفعوا تؤجروا"
فإن الشفاعة الحسنة محبوبة لله،
ومرضية له.
قال تعالى:
{ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً
يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا }[1]
ومع تعجله للأجر الحاضر
فإنه أيضاً يتعجل الإحسان
وفعل المعروف مع أخيه،
ويكون له بذلك عنده يد.
*******************
[1] سورة النساء – آية 85.