قوله:
"ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء"
قضاؤه تعالى نوعان:
قضاء قدري،
يشمل الخير والشر والطاعات والمعاصي،
بل يشمل جميع ما كان وما يكون،
وجميع الحوادث السابقة واللاحقة.
وأخصّ منه
القضاء القدري الديني
الذي يختص بما يحبه الله ويرضاه،
وهذا الذي يقضي على لسان نبيه من القسم الثاني؛
إذ هو
عبدٌ رسول،
قد وفَّى مقام العبودية،
وكمَّل مراتب الرسالة،
فكل أقواله وأفعاله وهديه وأخلاقه عبودية لله
متعلقة بمحبوبات الله تعالى.
ولم يكن في حقه
شيء مباح محض لا ثواب فيه ولا أجر
فضلاً عما ليس بمأمور.
وهذا شأن
العبد الرسول
الذي اختار
هذه المرتبة
التي هي
أعلى المراتب
حين خُيّر بين أن يكون رسولاً ملكاً،
أو عبداً رسولاً.