وكذلك يدخل في ذلك
معاملة العصاة والمجرمين.
فمن رتب الشارع على جرمه عقوبة
من حَدٍّ ونحوه
تعين ما عينه الشارع،
لأنه هو عين المصلحة العامة الشاملة.
ومن لم يعين له عقوبة
عُزِّر بحسب حاله ومقامه.
فمنهم من يكفيه التوبيخ والكلام المناسب لفعلته،
ومنهم من لا يردعه إلا العقوبة البليغة.
وكذلك في الصدقة والهدية،
ليس عطية الطَّواف الذي يدور على الناس
فتكفيه التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان
كعطية الفقير المتعفف
الذي أصابته العَيْلة بعد المغني.
وفي الأثر (ارحموا عزيز قوم ذل).
وكذلك يميز من له آثار وسوابق
وغناء ونفع للمسلمين
على من ليس كذلك.
فهذه الأمور وما أشبهها
داخلة في هذا الكلام الجامع
الذي تواطأ عليه الشرع والعقل.
وما رآه المسلمون حسناً
فهو عند الله حسن.