الحديث الحادي والعشرون
عن عائشة
ا قالت:
قال رسول الله
:
"عشر من الفطرة:
قص الشارب
وإعفاء اللحية،
والسواك،
واستنشاق الماء،
وقص الأظافر،
وغسل البراجم،
ونتف الإبط،
وحلق العانة،
وانتقاص الماء،
يعني الاستنجاء"
قال الراوي:
ونسيت العاشرة
إلا أن تكون المضمضة.
رواه مسلم.
"الفطرة"
هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها،
وجعلهم مفطورين عليها:
على محبة الخير وإيثاره،
وكراهة الشر ودفعه،
وفطرهم حنفاء مستعدين،
لقبول الخير والإخلاص لله،
والتقرب إليه،
وجعل تعالى
شرائع الفطرة نوعين.
أحدهما:
يطهر القلب والروح،
وهو الإيمان بالله وتوابعه:
من خوفه ورجائه،
ومحبته والإنابة إليه.
قال تعالى:
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ،
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ
وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }[1]
فهذه تزكي النفس،
وتطهر القلب وتنميه،
وتذهب عنه الآفات الرذيلة،
وتحليه بالأخلاق الجميلة،
وهي كلها ترجع إلى أصول الإيمان وأعمال القلوب.
والنوع الثاني:
ما يعود إلى تطهير الظاهر ونظافته،
ودفع الأوساخ والأقذار عنه،
وهي هذه العشرة،
وهي من محاسن الدين الإسلامي؛
إذ هي كلها تنظيف للأعضاء،
وتكميل لها، لتتم صحتها
وتكون مستعدة لكل ما يراد[2] منها.
*******************
[1] سورة الروم – الآيتان 30، 31.
[2] في الأصل "يراه" والصحيح ما أثبتناه.