وأما قصّ الشارب
أو حَفُّه حتى تبدو الشَّفَّة،
فلما في ذلك من النظافة،
والتحرز مما يخرج من الأنف،
فإن شعر الشارب إذا تدلى على الشفة
باشر به ما يتناوله من مأكول ومشروب،
مع تشويه الخلقة بوفرته،
وإن استحسنه من لا يعبأ به.
وهذا بخلاف اللحية،
فإن الله جعلها وقاراً للرجل وجمالاً به.
ولهذا يبقى جماله في حال كبره
بوجود شعر اللحية.
واعتبر ذلك
بمن يعصي الرسول
فيحلقها،
كيف يبقى وجهه مشوهاً قد ذهب محاسنه،
وخصوصاً وقت الكبر.
فيكون كالمرأة العجوز
إذا وصلت إلى هذا السن ذهبت محاسنها،
ولو كانت في صباها من أجمل النساء.
وهذا محسوس،
ولكن العوائد والتقليد الأعمى
يوجب استحسان القبيح،
واستقباح الحسن.