الحديث الثالث والعشرون
عن أبي قتادة
قال:
قال رسول الله
في الهرة:
"إنها ليست بنَجَس،
إنها من الطوّافين عليكم والطّوّافات"
رواه مالك وأحمد
وأهل السنن الأربع.
هذا الحديث محتوٍ على أصلين:
أحدهما:
أن المشقة تجلب التيسير.
وذلك أصل كبير من أصول الشريعة،
من جملته:
أن هذه الأشياء التي يشق التحرز منها طاهرة،
لا يجب غسل ما باشرت بفيها أو يدها أو رجلها،
لأنه علل ذلك بقوله:
"إنها من الطوافين عليكم والطوافات"
كما أباح الاستجمار في محل الخارج من السبيلين،
ومسح ما أصابته النجاسة من النعلين والخفين،
وأسفل الثوب،
وعفا عن يسير طين الشوارع النجس،
وأبيح الدم الباقي في اللحم والعروق
بعد الدم المسفوح،
وأبيح ما أصابه فم الكلب من الصيد،
وما أشبه ذلك مما يجمعه علة واحدة،
وهي المشقة.