الحديث الثامن والعشرون
عن أبي هريرة
قال:
قال رسول الله
:
"إن الدين يُسْر،
ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه،
فسَدِّدوا وقاربوا وأبشروا،
واستعينوا بالغُدْوة والروحة،
وشيء من الدُّلَجة"
متفق عليه.
وفي لفظ:
"والقصدَ القصدَ تَبْلُغوا".
ما أعظم هذا الحديث،
وأجمعه للخير والوصايا النافعة،
والأصول الجامعة.
فقد أسّس
في أوله هذا الأصل الكبير.
فقال:
" إن الدين يسر "
أي ميسر مسهل في عقائده وأخلاقه وأعماله،
وفي أفعاله وتُروكه.
فإن عقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر
والقَدَر خيره وشره:
هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب،
وتوصِّل مقتديها إلى أجلِّ غاية وأفضل مطلوب
وأخلاقه وأعماله أكمل الأخلاق،
وأصلح الأعمال،
بها صلاح الدين والدنيا والآخرة.
وبفواتها يفوت الصلاح كله.
وهي كلها ميسرة مسهلة،
كل مكلف يرى نفسه قادراً عليها لا تشق عليه،
ولا تكلفه،
عقائده صحيحة بسيطة.
تقبلها العقول السليمة، والفطر المستقيمة.
وفرائضه أسهل شيء.