فمتى دبر أحواله الدينية بهذا الميزان الشرعي،
فقد كمل دينه وعقله.
لأن المطلوب من العقل،
أو يوصل صاحبه إلى العواقب الحميدة،
من أقرب طريق وأيسره.
وأما تدبير المعاش:
فإن العاقل يسعى في طلب الرزق
بما يتضح له أنه أنفع له
وأجدى عليه في حصول مقصوده.
ولا يتخبط في الأسباب خبط عشواء،
لا يقر له قرار،
بل إذا رأى سبباً فتح له به باب رزق
فليلزمه وليثابر عليه،
وليُجْمل في الطلب.
ففي هذا بركة مجربة.
ثم يدبر تدبيراً آخر.
وهو التدبير في التصريف والإنفاق،
فلا ينفق في طرق محرمة،
أو طرق غير نافعة،
أو يسرف في النفقات المباحة،
أو يُقَتِّر.
وميزان ذلك:
قوله تعالى في مدح الأخيار:
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا
وَلَمْ يَقْتُرُوا
وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا }(1).
فحسن التدبير في كسب الأرزاق،
وحسن التدبير في الإنفاق،
والتصريف، والحفظ،
وتوابع ذلك :
دليل على كمال عقل الإنسان ورزانته ورشده.
وضد ذلك :
دليل على نقصان عقله، وفساد لُبِّه.
******************
(1) سورة الفرقان – آية 67 .