الجملة الثالثة:
قوله
:
"ولا حَسَبَ كحسن الخلق".
وذلك أن الحسب مرتبة عالية عند الخلق.
وصاحب الحسب له اعتبار وشرف بحسب ذلك.
وهو نوعان:
النوع الأول:
حسب يتعلق بنسب الإنسان وشرف بيته.
وهذا النوع إنما هو مدح؛
لأنه مظنة أن يكون صاحبه عاملاً بمقتضى حسبه،
مترفعاً عن الدنايا،
متحلِّياً بالمكارم.
فهو مقصود لغيره.
وأما النوع الثاني:
فهو الحسب الحقيقي الذي هو وصف للعبد،
وجمال له وزينة،
وخير في الدنيا والدين،
وهو حسن الخلق المحتوي على الحلم الواسع،
والصبر والعفو،
وبذل المعروف والإحسان،
واحتمال الإساءة والأذى،
ومخالقة طبقات الناس بخلق حسن.