الثاني:
الأمر – بعد الغضب – أن لا ينفذ غضبه؛
فإن الغضب غالباً
لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده،
ولكنه يتمكن من عدم تنفيذه.
فعليه إذا غضب أن يمنع نفسه
من الأقوال والأفعال المحرمة
التي يقتضيها الغضب.
فمتى منع نفسه من فعل آثار الغضب الضارة،
فكأنه في الحقيقة لم يغضب.
وبهذا يكون العبد كامل القوة العقلية،
والقوة القلبية،
كما قال
:
"ليس الشديد بالصُّرعة،
إنما الشديد الذي يملك نفسه
عند الغضب".
فكمال قوة العبد:
أن يمتنع من أن تؤثر فيه قوة الشهوة،
وقوة الغضب الآثار السيئة،
بل يصرف هاتين القوتين
إلى تناول ما ينفع في الدين والدنيا،
وإلى دفع ما يضر فيهما.
فخير الناس:
من كانت شهوته وهواه
تبعاً لما جاء به الرسول
،
وغضبه ومدافعته
في نصر الحق على الباطل.
وشر الناس:
من كان صريع شهوته وغضبه.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.