وبهذا التفسير الجامع
الذي ذكره النبي
يتضح هذا المعنى غاية الاتضاح؛
فإنه جعل الكبر نوعين:
النوع الأول:
كبر على الحق،
وهو رده وعدم قبوله.
فكل من رد الحق فإنه مستكبر عنه
بحسب ما رد من الحق.
وذلك أنه فرض على العباد
أن يخضعوا للحق
الذي أرسل الله به رسله،
وأنزل به كتبه.
فالمتكبرون عن الانقياد للرسل بالكلية
كفارٌ
مخلدون في النار؛
فإنه جاءهم الحق على أيدي الرسل
مؤيداً بالآيات والبراهين.
فقام الكبر في قلوبهم مانعاً، فردوه.
قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ
بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ
إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ
مَّا هُم بِبَالِغِيهِ }
[ سورة غافر : الآية 56 ]