وأما الوصية الثانية:
فهي حفظ اللسان ومراقبته؛
فإن حفظ اللسان عليه المدار،
وهو مِلاك أمر العبد.
فمتى ملك العبد لسانه
ملك جميع أعضائه.
ومتى مَلَكه لسانه
فلم يصنه عن الكلام الضار،
فإن أمره يختل في دينه ودنياه.
فلا يتكلم بكلام،
إلا قد عرف نفعه
في دينه أو دنياه.
وكل كلام يحتمل
أن يكون فيه انتقاد
أو اعتذار
فليدعه،
فإنه إذا تكلم به مَلَكه الكلام،
وصار أسيراً له.
وربما أحدث عليه ضرراً
لا يتمكن من تلافيه.