فهذه اللذات المنوعة فيها،
والمناظر البهيجة،
جعلها الله ابتلاء منه وامتحاناً،
واستخلف فيها العباد
لينظر كيف يعملون ؟
فمن تناولها من حِلها،
ووضعها في حقها،
واستعان بها على ما خُلِقَ له
من القيام بعبودية الله،
كانت زاداً له وراحلة
إلى دار أشرف منها وأبقى،
وتمت له السعادة الدنيوية والأخروية.
ومن جعلها أكبر همه،
وغاية علمه ومراده،
لم يؤتَ منها إلا ما كُتب له.
وكان مآله بعد ذلك إلى الشقاء،
ولم يهنأ بلذاتها ولا شهواتها
إلا مدة قليلة.
فكانت لذاته قليلة.
وأحزانه طويلة.