وفيه:
تذكر الحالة التي لولا الباري لما حصلت وذللت
في قوله:
"وما كنا له مقرنين"
أي مطيقين،
لو رَدَّ الأمر إلى حولنا وقوتنا،
لكنَّا أضعف شيء علماً،
وقدرة وإرادة،
ولكنه تعالى سخر الحيوانات
وعلَّم الإنسان صنعة المركوبات،
كما امتنَّ الله في تيسير صناعة الدروع الواقية
في قوله:
{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ (1)لَّكُمْ
لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ (2)
فَهَلْ أَنتُمْ
شَاكِرُونَ } (3).
فعلى الخلق أن يشكروا الله،
إذ علمهم صناعة اللباس الساتر للعورات،
ولباس الرياش،
ولباس الحرب وآلات الحرب.
وعلَّمهم صنعة الفلك البحرية والبرية والهوائية،
وصنعة كل ما يحتاجون إلى الانتفاع به،
وأنزل الحديد فيه بأس شديد
ومنافع للناس متنوعة.
ولكن أكثر الخلق في غفلة عن شكر الله،
بل في عتو واستكبار على الله،
وتَجبُر بهذه النعم على العباد.
******************
(1) درع تلبسونها وقت الحرب .
(2) حربكم وشدكم وقوتكم .
(3) سورة الأنبياء – آية 80 .