ثم سأل الله الإعانة،
وتهوين مشاق السفر،
فقال:
"اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا،
واطَوِ عَنَّا بُعْدَه"
لأن السفر قطعة من العذاب.
فسأل تهوينه، وطَيَّ بعيده.
وذلك بتخفيف الهموم والمشاق،
وبالبركة في السير،
حتى يقطع المسافات البعيدة،
وهو غير مكترث،
ويقيّض له من الأسباب المريحة
في السفر أموراً كثيرة،
مثل راحة القلب،
ومناسبة الرفقة،
وتيسير السير،
وأمن الطريق من المخاوف،
وغير ذلك من الأسباب.
فكم من سفر امتد أياماً كثيرة،
لكن الله هونه،
ويسره على أهله.
وكم من سفر قصير
صار أصعب من كل صعب.
فما ثَمَّ إلا تيسير الله
ولطفه ومعونته.
ولهذا قال في تحقيق تهوين السفر:
"اللهم إني أعوذ بك
من وعثاء السفر"
أي: مشقته وصعوبته
"وكآبة المنظر"
أي: الحزن الملازم والهم الدائم
"وسوء المُنقلب،
في المال والأهل الوالد"
أي: يا رب نسألك أن تحفظ علينا
كل ما خلّفناه وراءنا،
وفارقناه بسفرنا من أهل وولد ومال،
وأن ننقلب إليهم مسرورين بالسلامة،
والنِعم المتواترة علينا وعليهم؛
فبذلك تتم النعمة،
ويكمل السرور.