وكان قد عَجَّل ضَعَفة أهله من مزدلفة
قبل طلوع الفجر،
فرموا الجمرة بليل.
ثم أقام بالمسلمين أيام منى الثلاث،
يصلي بهم الصلوات الخمس
مقصورة غير مجموعة،
يرمي كل يوم الجمرات الثلاث
بعد زوال الشمس
يستفتح بالجمرة الأولى
– وهي الصغرى،
وهي الدنيا إلى مني –
والقصوى من مكة.
ويختتم بجمرة العقبة،
ويقف بين الجمرتين:
الأولى والثانية،
وبين الثانية والثالثة
وقوفاً طويلاً بقدر سورة البقرة،
يذكر الله ويدعو ؛
فإن المواقف ثلاث:
عرفة ومزدلفة، ومنى.
ثم أفاض آخر أيام التشريق
بعد رمي الجمرات هو والمسلمون،
فنزل بالمحصَّب،
عند خيف بني كنانة،
فبات هو والمسلمون ليلة الأربعاء.
وبعث تلك الليلة عائشة مع أخيها عبد الرحمن؛
لتعتمر من التنعيم،
وهو أقرب أطراف الحرم إلى مكة،
من طريق أهل المدينة.
وقد بُني بعده هناك مسجد
سماه الناس مسجد عائشة؛
لأنه لم يعتمر بعد الحج
مع النبي
من أصحابه أحد قط
إلا عائشة؛
لأجل أنها كانت قد حاضت لما قدمت
وكانت معتمرة.
فلم تطف قبل الوقوف بالبيت،
ولا بين الصفا والمروة
وقال لها النبي
:
"اقضي ما يقضي الحاج،
غير أن لا تطوفي بالبيت،
ولا بين الصفا والمروة"