- الملاحَظ في الآيات
أن الذي كان يتولى مباهلة الكفار
هو النبي صلى الله عليه وسلم
وهو الناطق الرسمي والمخوَّل بأن ينطق باسم الإسلام والمسلمين،
وهو الأوثق على الإطلاق علما بالله ودينا، وتقوى وحكمة...
ولابد من الاقتداء به في ذلك،
فإن كنا ولا بد مباهلين
فلنقدِّم من أفاضلنا وأكابرنا وأعرفنا بالله ودينه،
وأفقهنا في دين الله،
حتى لا تُمَرَّر عليه المعاصي أو المخازي
أو يوقع في الاستهزاء به،
وليس كل داعية أو طالب علم له أن يباهل،
وليس هذا تحجيرا على أحد،
فإذا أحس من نفسه استجابة الدعاء
فلا يبخل على الأمة وليدْعُ لها بالرفعة والسناء،
وليدْعُ على أعدائها بالانكسار والانهزام.
- ومن الملاحظ، بما أنها قضية ظلم وحق وباطل،
فإن فرضْنا جدلا تعارضَ التقديم بين أفقه وأقل روحانية،
وبين أكثر روحانية وأقل فقها،
قدَّمنا الأكثر فقها،
لأنها دعوة مظلمة والاستجابة فيها مضمونة،
لأن الله تعالى يستجيب دعوة المظلوم
ولو كان كافرا.