قال الإمام أحمد :
إنها لشديدة، إنها لشديدة!
فقال حاتم الأصم:
وليتك تسلم!...
قال ابن عبد الهادي-رحمه الله تعالى- :
وجدت بخط شيخنا ابن قندس ، أن أبا جعفر الهروي قال :
كنت مع حاتم الأصم ، وقد أراد الحج ، فلما وصل بغداد قال لي :
يا أبا جعفر ، أحب أن ألقى أحمد بن حنبل .
فسألنا عن منزله ، ومضينا إليه ، فطرقت على أحمد الباب ، فلما خرج ، قلت : يا أبا عبد الله ، أخوك حاتم.
قال : فسلم عليه ، ورحب به ، وقال له بعد بشاشته :
فيم التخلص من الناس يا حاتم؟!
قال : يا أحمد في ثلاث خصال !.
قال : وما هنَّ؟!
قال : بأن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا.
وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك.
وتحمَل مكروههم، ولا تُكرهَ أحدا منهم على شيء.
قال : فأطرق أحمد ، فنكت بأصبعه الأرض ، ثم رفع رأسه إليه ، ثم قال :
يا حاتم : إنها لشديدة ، إنها لشديدة !.
فقال حاتم :
وليتك تسلم! ، وليتك تسلم! ، وليتك تسلم!.
انتهى من (مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان)لابن عبد الهادي.
قلت(علي) : وهذا الأثر في (السير)للذهبي-كما أشار المحقق- ولكن بشيء من الاختصار ، وفيه أيضا أن الذي خرج إلى الآخر هو الإمام أحمد.