عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-18, 05:06 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,341 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 1.95 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشـــامـــــخ المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

الفصـل الثاني :الشدة على أهل البدع منقبة وليست مذمّة

لقد كان السلف الصالح يمتازون بمعاملتهم لأهل البدع بالشدّة والقسوة، وكانوا يعدون هذه الشدة على أهل الأهواء والبدع من المناقب والممادح التي يمدح بها الرجل عند ذكره
فكم من إمام في السنّة قد قيل في ترجمته مدحاً له كان شديداً في السنّة، أو كان شديداً على أهل الأهواء والبدع.
وما كان باعثهم على هذه الشدّة إلا الغيرة والحميّة لهذا الدين، والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
كما قال ابن الجوزي عن الإمام أحمد –رحمه الله -:
(( وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تمسكه بالسنّة ونهيه عن البدعة يتكلم في جماعة من الأخيار إذا صدر منهم ما يخالف السنّة، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين )) ([1]).
ولكن - والله المستعان - قد انقلبت هذه الموازين، وتغيرت هذه المفاهيم فأصبح اللين والموادعة لأهل البدع هي المطلوبة، بل هي الواجبة والممدوحة.
وأصبحت الشدّة على أهل البدع يمتاز بها أُناس معيّنون قليلون، وأهل زماننا لهم عائبون.
ولو أن أهل العلم وطلابه ابتدروا تلك البدع وأهلها بالشدّة والنهر والنبذ والطرد، لاجتثت تلك البدع من جذورها ولتوقف مدّها، ولبقيت ديارنا طاهرةً تُعمر بالسنّة وأهلها.
قال ابن القيّم – رحمه الله -([2]):
(( ومن تأمل أحوال الرسل مع أممهم؛ وجدهم كانوا قائمين بالإنكار عليهم أشدّ قيام حتى لقوا الله تعالى، وأوصوا من آمن بهم بالإنكار على من خالفهم وأخبر النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة -:
أنّ المتخلّص من مقامات الإنكار الثلاثة ليس معه من الإيمان حبّة خردل، وبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشدّ المبالغة، حتى قال: ( إن الناس إذا تركوه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده
)).
وأخبر أن تركه يمنع إجابة دعاء الأخيار ويوجب تسلّط الأشرار.
وأخبر أن تركه يوقع المخالفة بين القلوب والوجوه، ويحلّ لعنة الله كما لعن الله بني إسرائيل على تركه
)).
فالصحابة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - قد واجهوا البدع وأهلها بشدّة، فقمعوها وتبرءوا من أهلها، وذلك واضح جلي لمن تدبّر سيرتهم، وعرف أخبارهم.
قال ابن القيم – رحمه الله –: (( وقد كان ابن عباس شديداً على القدريّة، وكذلك الصحابة )) ([3]).
فهذا عمر بن الخطاب قد شجّ رأس صبيغ بن عسل لما كان يسأل عن المتشابه في القرآن، فعن سليمان بن يسار أنّ رجلاً من بني غنيم يقال له: صَبيغ بن عِسْل قدم المدينة، وكانت عنده كتب
فجعل يسأل عن متشابه القرآن فبلغ ذلك عمر فبعث إليه وقد أعدّ له عراجين النخيل
.
فلما دخل عليه جلس، قال: من أنت؟
قال: أنا عبد الله صَبيغ.
قال عمر: وأنا عبد الله عمر وأومأ عليه فجعل يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجّه وجعل الدم يسيل على وجهه.
فقـال: حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب الذي أجد في رأسـي
))([4]).
وعن يحيى بن يعمر، قال: كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة -
فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوُفّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فظننت أنّ صاحبي سَيَكِلُ الكـلام إليّ
فقلـت: أبـا عبدالرحمن، إنّه قد ظهر قبلنا ناسٌ يقرءون القرآن ويتقفّرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنّهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أُنُف، قال:
( فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريءٌ منهم، وأنّهم برآء منّي، والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أنّ لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه، ما قَبل الله منه حتى يؤمن بالقدر )) ([5]).
وكان سمرة بن جندب - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - شديداً على الخوارج فكانوا يطعنون عليه([6]).
والآثار عن الصحابة في معاملتهم لأهل البدع كثيرة، ومـا هذا إلا غيض من فيض.
وهذا – أيضاً - الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو سلمة حماد بن سلمة البصري (ت: 167 )، قـال الذهـبي في ترجمته: قال شيخ الإسلام (أبو إسماعيل الأنصاري ) في الفاروق له:
(( قال أحمد بن حنبل:إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنّه كان شديداً على المبتدعة))([7])
وقال ابن حبان: (( ولم يكن يثلبه إلا معتزلي أو جهمي؛ لما كان يظهر من السنن الصحيحة )).
وقال الذهبي - أيضاً -: (( وكان مع إمامته في الحديث، إماماً كبيراً في العربيّة فصيحاً، رأساً في السنّة، صاحب تصانيف )) ([8]).
وكذلك الإمام بلال بن أبي بردة ( ت: 120 ونيّف ) فقد روى ابن عساكر بسنده عن مجاهد قال: (( ثم ولي العراق خالد بن عبد الله القسري، فكان على شرطته بواسط عمر بن عبد الأعلى الحكمي...
واستعمل بلال بن أبي بردة فكان على الأحداث والصلاة والقضاء، وكـان بلال بن أبي بردة شديداً على أهل البدع، فأورث ذلك عقبه فكان أبو الحسن وقافاً منهم على الأدواء
)).([9])
والقاضي شريك بن عبد الله النخعي الكوفي ( ت: 177 )،قال معاوية ابن صالح الأشعري:سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: (( كان عاقلاً صدوقاً محدثاً، وكان شديداً على أهل الريب والبدع ))([10])
وقال عنه الحـافظ ابن حجر: (( وكـان عادلاً فاضلاً شديداً على أهل البدع)) ([11]).
ومن أقواله - رحمه الله -: (( لئن يكون في كل قبيلة حمار أحب إلي مـن أن يكـون فيهـا رجـل مـن أصحــاب أبـي فــلان رجل كان مبتدعاً))([12]).
وكذلك الإمام عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ( ت: 117 ) والإمـام عبد الرحمن بن القاسم ( ت: 126 ) – رحمهما الله -، قال عنهما الإمام مالك:
(( كان ابن هرمز قليل الكلام، وكان يشدّ على أهل البدع، وكان أعلم الناس بما اختلفوا فيه مــن ذلك، وكــذا كان عبد الرحمن بن القاسم))([13]).
وقال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي في ترجمة إبراهيم بن طهمان ( ت: 163 ) : ( كان شديداً على الجهميّة )) ([14]).
وهذا إمام دار الهجرة مالك بن أنس ( ت: 179 ) - رحمه الله - يقول: (( لا تسلم على أهل الأهواء ولا تجالسهم إلا أن تغلظ عليهم، ولا يعاد مريضهم، ولا تحـدث عنهم الأحاديث )).([15])
وقال أيضاً:
(( لا تجالس القدري، ولا تكلمه إلا أن تجلس إليه، فتغلظ عليه، لقوله{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله} فلا توادّوهم )).([16])
وهذا الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - ( ت:204 ) قال عنه البيهقي:
" وكان الشافعي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " ([17]).
وهذا الشيخ عمر بن هارون البلخي ( ت: 194 )، فقد قال أبو بكر أحمد بن حسين: أنا أبو عبد الله الحافظ قال:
" عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي مولاهم كان من أهل السنّة، ومن الذابين عن أهلها ".
وقال أبو رجاء قتيبة بن سعيد:
" كان عمر بن هارون شديداً على المرجئة، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم "([18]).
وهذا الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي - رحمه الله – صاحب الإمام الشافعي ( ت: 231 )، قيل في ترجمته: " إنّه كان شديداً على أهل البدع "([19]).
وهذا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفـزاري ( ت: 185 ) – رحمه الله – قال العجلي:
" كان ثقة صاحب سنّة صالحاً هو الذي أدب أهل الثغر وعلمهـم السنّة وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث له فقه. "
وقال أبو مسهر: " قدم أبو إسحاق الفزاري دمشق، فاجتمع الناس يسمعون منه، فقال: أُخرج إلى الناس فقل لهم: من كان يرى القدر فلا يحضر مجلسنا، ومن كان يرى رأي فلان
فلا يحضر مجلسنا فخرجت فأخبرتهم
"([20]).
وقال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته للعلامة فقيه المغرب أبي سعيد عبد السلام بن حبيب التنوخي القيرواني المالكي، صاحب المدونة، المعروف بسحنون ( ت: 240 ) ([21])، قال:
" قرأت في تاريخ القيروان لأبي بكر عبد الله بن محمد المالكي قال: قال أبو العرب: اجتمعتْ في سحنون خلال قلّما اجتمعتْ في غيره: الفقه البارع، والورع الصادق، والصرامة في الحق، والزهادة في الدنيا
والتخشن في الملبس والمطعم والسماحة، كان ربما وصل إخوانه بالثلاثين ديناراً، وكان لا يقبل من أحد شيئاً، ولم يكن يهاب سلطاناً في الـحق، شديـداً على أهل البدع، انتشرت إمامته، وأجمعوا على فضله
".
وكذلك عبد الله بن أبي حسان اليحصبي( ت:226 )، قال ابن فرحون في ترجمته:
(( وكان جواداً مفوهاً قوياً على المناظرة، ذاباً عن السنّة متبعاً لمذهب مالك، شديداً على أهل البدع )) ([22]) .
وكذلك الإمام عثمان بن سعيد الدارمي ( ت: 280 )، قال ابن حبان: " كان الدارمي من الحفاظ المتقنين، وأهـل الورع في الدين ممن حفظ وجمع، وتفقه وصنّف وحدّث
وأظهر السنّة ببلده ودعا إليها وذبّ عن حريمها وقمع مخالفها
". قال الذهبي: " كان لهجاً بالسنّة، بصيراً بالمناظرة، جذعاً في أعين المبتدعة ".([23])
وهو الذي قام على محمد بن كرّام الذي ينسب إليه الكرّاميّة وطرده عن هراة فيما قيل.([24])
وما جاء في ترجمة إسماعيل بن إسحاق القاضي ( ت :282):
(( وكان شديداً على أهل البدع يرى استتابتهم، حتى إنهم تحاموا بغداد في أيامه... )) ([25]).
وقال القاضي عياض -رحمه الله- في ترجمة الإمام أبي يوسف جبلة بن حمود الصدفي من تلاميذ سحنون (ت:299هـ): (( ذِكر شدته على أهل البدع ومجنبته إياهم وقوته في ذات الله -عز وجل-.
كان -رحمه الله- شديداً في ذلك، لا يداري فيه أحداً، ولم يكن أحد أكثر مجاهدة منه للروافض وشيعهم، فنجاه الله منهم ...
وكان ينكر على من خرج من القيروان إلى سوسة ونحوه من الثغور، ويقول: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد الشرك
))([26]).
وأيضاً ما جاء في ترجمة أبي جعفر محمد بن العباس بن أيوب الأخرم (ت : 301 ) : (( وكان متعصباً للسنّة، غليظاً على أهل البدع )) ([27]).
وكذلك إمام أهل السنّة في عصره أبو محمد الحسين بن عـلي بن خلف البربهاري( ت : 329هـ ) ، قال الذهبي: " كان قوالاً بالحق، داعيةً إلى الأثر، لا يخاف في الله لومة لائم "([28]) .
وقال ابن كثير : (( العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ، صاحب المروزي وسهلاً التستري، ... وكان شديداً على أهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة )) ([29]) .
وقـال ابن رجب: " شيخ الطائفة في وقته ومتقدّمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد أو اللسان "([30]).
وكانت للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة وكان المخالفون يغـلّظون قلب السلطان عليه ([31]).
ومن أقواله - رحمه الله - في أهل البدع:
(( مثل أصحاب البدع مثل العقارب، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنوا لدغوا، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكّنوا بلغوا ما يريدون )) ([32])
وهذه – أيضاً – صورة مشرقة لمعاملة أهل السنّة لأهل البدع تتضح من خلال ترجمة المحدث الإمام أحمد بن عون الله بن حدير أبي جعفر الأندلسي القرطبي (ت:378هـ)،
فقـد قـال أبو عبـد الله محمد بن أحمد بن مفرج:
"كان أبو جعفر أحمد بن عون الله محتسباً على أهل البدع غليظاً عليهم مذّلاً لهم طالباً لمساوئهم مسارعاً في مضارّهم شديد الوطأة عليهم مشرّداً لهم إذا تمكن منهم غير مبقٍ عليهم
وكان كل من كان منهم خافياً منه على نفسـه متوقياً، لا يداهن أحداً منهم على حال ولا يسالمه، وإن عثر على منكر وشهد عليه عنده بانحرافٍ عن السنّة نابذه وفضحه وأعلن بذكره والبراءة منه
وعيّره بذكر السوء في المحافل وأغرى به حتى يهلـكـه أو ينـزع عن قبيح مذهبـه وسـوء معتقده ولم يزل دؤوباً علـى هـذا جـاهـداً فيـه ابتغـاء وجـه الله إلى أن لقي الله - عزوجل-"
([33]).
وكذلك ما جاء في ترجمة بكر بن جعفر بن راهـب أبي عمرو المؤذن (ت:380 )،قال جعفر بن محمد المعتز في "تاريخ نسـف": …وكان – رحمه الله – قارئـاً آنــاء الليـل والنهار، شديداً على أهل البدع"([34]).
وكذلك الإمام أسد بن الفرات – رحمه الله -، فقد جاء في رسالة أسد ابن موسى المعروف بأسد السنّة التي كتبها لأسد بن الفرات فقال:
" اعلم – أي أخي – أن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس ([35])، وحسن حالك مما أظهرت من السنّة، وعيبك لأهل البدعة
وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشدّ بك ظهر أهل السنّة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم، والطعن عليهم، فأذلهم الله بذلك، وصاروا ببدعتهم مستترين.
فأبشر – أي أخي – بثواب ذلك، واعتد به أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد.
وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنّة رسوله … وذُكر أيضاً أنّ لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليّاً لله يذبّ عنها، وينطق بعلاماتها … فاغتنم ذلك
وادع إلى السنّة حتى يكون لك في ذلك أُلفة، وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر، فاعمل على بصيرة ونيّة وحسبة
فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفاً من نبيك - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-، فإنك لن تلقـى الله بعمل يشبهه.
وإياك أن يكون لك من أهل البـدع أخ أو جليس أو صاحب … وقد وقعت اللعنة من رسول الله -
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - على أهـل البدع، وأنّ الله لا يقبل منهم صرفاً ولا عدلاً ولا فريضةً ولا تطوعاً
وكلما ازدادوا اجتهاداً وصوماً وصلاةً ازدادوا من الله بعداً، فارفض مجالسهم وأذلّهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلّهـم رسول الله -
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأئمـة الهدى بعده"([36]).
وجاء في ترجمته – رحمه الله – ما قاله يحيى بن سلام: حدّث أسد يوماً بحديث الرؤية، وسليمان الفراء المعتزلي في آخر المجلس فأنكر الرؤية، فسمعه أسد
فقام إليه وجمع بين طوقيه ولحيته، واستقبله بنعله فضربه حتى أدماه، وطرده من مجلسه.([37])
وما جاء في ترجمة أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور أبي الحسين المعدّل المعروف بابن السوسنجردي ( ت:402 )، قال الخطيـب: " وكان ثقة مأموناً ديناً مستوراً، حسن الاعتقاد، شديداً في السنة "([38]).
وكذلك محمد بن أحمد بن محمد أبو الحسن البزاز المعروف بابن رزقويه ( ت: 412 )،
قال الخطيب: " وكان ثقة صدوقاً كثير السمـاع والكتـابة، حسن الاعتقـاد جميـل المذهب، مديماً لتلاوة القرآن، شديداً على أهل البدع "([39]).
وقال الخطيب – أيضاً – في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن الحسين أبي القـاسم الخفـاف المعروف بابن النقيب (ت: 415 ): " كتبت عنه وكان شديداً في السنّة "([40]).
وقال الذهبي في ترجمة الإمام أبي عمر أحمد بن محمد المعافري الأندلسي الطلمنكي عالم أهل قرطبة ( ت: 429 ):
" وكان فاضلاً شديداً في السنّة، قال خلف ابن بشكوال: كـان سيفاً مجرداً على أهـل الأهواء والبدع، قامعاً لهم، غيوراً على الشريعة، شديداً في ذات الله "([41]).
وقال الذهبي - أيضاً - في ترجمة الشيخ مسند الأندلس أبي العاص حكم بن محمد بن حكم الجُذامي القرطبي ( ت: 447 ):
" قال الغساني: كان رجلاً صالحاً، ثقة مسنداً، صلباً في السنّة، مشدّداً على أهل البدع عفيفاً ورعاً صبوراً على القلِّ رافضاً للدنيا، مهيناً لأهلها"([42]).
وقال الخطيب في ترجمة أبي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف البغدادي ( ت: 460 ):
" كان أوحد وقته في فعل الخير، ودوام الصدقة، والإفضاء على العلماء، والنصر لأهل السنّة، والقمع لأهل البدع "([43]) .
وقال ابن كثير :
(( كان أوحد زمانه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمبادرة إلى فعل الخيرات واصطناع الأيادي عند أهلها من أهل السنّة، مع شدّة القيام على أهل البدع ولعنهم )) ([44]) .
وقال أبو الحسين الفراء في ترجمة الشريف أبي جعفر عبد الخالق بن أبي موسى الهاشمي الحنبلي ( ت: 470 ):
(( لزمته خمس سنين وكان إذا بلغه منكر عَظُم عليه جداً، وكان شديداً على المبتدعة، لم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه يقمعونهم ولا يردّهم أحد وكان عفيفاً نزهاً )) ([45]) .
وقال -أيضاً- في ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن مندة (ت:470):
(( وكان شديداً على أهل البدع، مبايناً لهم)) ([46]).
وقال في ترجمة إبي علي الحسن بن أحمد المعروف بابن البنا (ت:491):
(( وكان أديباً شديداً على أهل الأهواء)) ([47]).
وقال في ترجمة القاضي إبي علي يعقوب بن إبراهيم البرزيني (ت:486):
(( وكان متشدداً في السنة )) ([48]) .
وكذلك ما قيل في شيخ الإسـلام أبي إسماعيـل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي ( ت: 481 )، فقد قال عنه الرهاوي: " وكان شيخ الإسلام مشهوراً في الآفاق بالحنبليّة والشدّة في السنّة "([49]).
وقال ابن رجب: " كان سيّداً عظيماً وإماماً عارفاً وعابداً زاهداً ذا أحوال ومقامات وكرامات ومجاهدات كثير السهر بالليل شديد القيام في نصر السنّة والذبّ عنها والقمع لمن خالفها
وجرى له بسبب ذلك محنٌ عظيمة، وكان شديد الانتصار والتعظيم لمذهب أحمد
"([50]).
وقال الذهبي: " وكان هذا الرجل سيفاً مسلولاً على المتكلمين، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده، يعظّمونه ويغالون فيه، ويبذلون أرواحهم فيما يأمر به
كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير وكان طوداً راسياً في السنّة لا يتزلزل ولا يلين …
"([51]).
وقال – أيضاً -: " كان سيفاً مسلولاً على المخالفين، وجذعاً في أعين المتكلمين، وطوداً في السنّة لا يتزلزل ".
وقـال – أيضاً –: " كان جذعاً في أعين المبتدعة وسيفاً على الجهميّة"([52]).
وقال ابن الجوزي: " وكان كثير السهر بالليل وحدّث وصنّف وكان شديداً على أهل البدع قوياً في نصرة السنّة "([53]).
وقد جاء في ترجمته أنه قال: عُرضت على السيف خـمس مرّات، لا يقال لي: ارْجع عن مذهبك، لكن اسكتْ عمن خالفك، فأقول: لا أسكت.([54])
وجاء في ترجمة الأستاذ أبي محمد عبد الله بن سهل الأنصاري المقرئ شيخ القرّاء بالأندلس ( ت: 485 )
أنه كان إمام وقته في فنّه، وبعد صيته وكان شديداً على أهل البدع، قوّالاً بالحق مهيباً، امتحن وغرّب ([55]).
وكذلك ما جاء في ترجمة الإمام أبي المظفَّر منصور بن عبد الجبار التميمي السمعاني ( ت: 489 ) – رحمه الله تعالى -، فقد قال الذهبي:
" صنّف كتاب ( الاصطلام )، وكتاب ( البرهان )، وله (الأمالي ) في الحديـث، تعصّب لأهل الحديث والسنّة والجماعة، وكان شوكاً في أعين المخالفين، وحجة لأهل السنّة "([56]).
وما جاء في ترجمة أبي عبد الله محمد بن فرج ( ت:497)، قال ابن فرحون : (( وكان شيخاً فاضلاً فصيحاً، وكان قوالاً بالحق شديداً على أهل البدع )) ([57]) .
وقـال - أيضــاً - في ترجمـة أحمــد بـن إبـراهيـم بـن الزبـير الثقفي (ت:780 ) :
(( صلباً في الحق شديداً على أهل البدع ملازماً للسنّة )) ([58])
واقرأ كذلك ما قيل في ترجمة الإمام المجاهد المحدث الفقيه شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيميّة الحراني (ت:728هـ) رحمه الله تعالى
فقد قال عنه العلامة محمد بن أحمد بن عبد الهادي: (( قامع المبتدعين )) ([59])
وقال: (( وكان رحمه الله سيفاً مسلولاً على المخالفين، وشجىً في حلوق أهل الأهواء المبتدعين )) ([60])
وقال محمد بن إبراهيم بن الواني المؤذن: (( قامع البدعة ناصـر السنّـة))([61]).
وقال الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني: (( ناصر السنّة قامع البدعة حجة الله على عباده في عصـره رادُّ أهلِ الزيـغ والعنـاد ))، وقـال أيضـاً: (( قامع المبتدعين محيي السنّة )).([62])
وقال أحمد بن شيخ الحزاميين: ( محيي السنّة وقامع البدعة ناصر الحديث))([63])
وقال أحمد بن فضل الله العمري: (( وأخْمَد من أهل البدع كل حديث وقديم، ولم يكن منهم إلا من يجفل عنه إجفال الظليم ويتضاءل لديه تضاؤل الغريم )) (‏[64])
ويقول عبد الله بن المحب المقدسي: (( علم الهدى، ناصر السنن، قامع البدع )) ([65])
وقال ابن اللحام البعلي: (( قامع المبتدعين )).([66])
وقال عنه الحافظ ابن حجر: ((ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض والحلوليّة والإتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل الحصر))([67])
وقال العلامة التفهني: (( لا يلومه في الحق لومة لائم، قائم على أهل البدع )) ([68])
وقال بدر الدين العيني: (( السيف الصارم على المبتدعة )) ([69])،وقال أيضاً: (( وكان سيفاً صارماً على المبتدعة )) ([70])
واسمع لما يقوله تلميذه شيخ الإسلام المجاهد ابن القيّم(751هـ) – رحمه الله – في نونيّته([71]):

لأجاهدن عداك ما أبقيتني ... ولأجعلن قتالهم ديداني
ولأفضحنهم على رؤوس الملا ... ولأفرين أديمهم بلساني
ولأكشفن سرائر خفيت على ... ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتهوا ... حتى يقال أبعد عبادان
ولأرجمنهم بأعلام الهدى ... رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم ... ولأحصرنهم بكل مكان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم ... في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليهم بعساكر ... ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات ... بالمعقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الأولى ... بحكم العقل والبرهان
ولأنصحن الله ثم رسوله ... وكتابه وشرائع الإيمان
إن شاء ربي ذا يكون بحوله ... إن لم يشأ فالأمر للرحمن
واسمع كذلك إلى ما يقوله الإمام القحطاني في نونيّته([72]):
يا معشر المتكلمين عدوتم ... عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى ... وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني ... آسطوا على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم ... حتى تلقف أفككم ثعباني
بأدلة القرآن أبطل سحركم ... وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني ... من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت ... أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ... ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا ... اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى ... أنا مرهف ماضي الغرار يماني

وقال – أيضاً -:

يا أشعرية هل شعرتم أنني ... رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة ... أربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ... فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ... فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي ... والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما ... حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا أشعرية إنني ... ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها ... أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ... حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم ... وكسرتكم كسرا بلا جبران


إلى أن قال:

أشعرتم يا أشعرية أنني ... طوفان بحر أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ... أنا سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه ... من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى ... من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى ... بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ... ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم ... حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم ... حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم ... غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي ... ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم ... وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم ... وليمنعن جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم ... حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي ... حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم ... فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ... حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم ... غضب النمور وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي ... ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم ... سعطا يعطس منه كل جبا
ن

فهل بعد هذه النقول عن أئمة السلف، التي توضح وتبرز طريقة معاملة أهل السنّة لأهل البدع، وأن الشدّة في التعامل معهم ممدوحة، بل ومنقبة حميدة.
فهل بعد هذا يجوز لشخص أن يذم أحداً من أهل السنّة بهذه الخصلة السلفيّة، فإن كان فاعلاً فلا يدري المسكين أنّه يذم بذلك السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة كما أسلفنا النقل عنهم.
ألا فليتق الله أقوام يدّعون السنّة، ويخذلون أهلها والذابين عنها بحق وعلم، ويحامون عن أهل البدع ويوالون ويعادون من أجلهم.
فأفسدوا بذلك شباباً كُثر، وصدوهم عن سبيل الله ومنهج السلف بهذه الأساليب والمواقف التي يبرأ منها الإسلام وأهله من الصحابة والتابعين وأهل السنّة وأئمتهم، فجنـوا على الإسلام بذلك جناية عظيمة.
فسلوك سبيل السلف الصالح في التعامل مع هؤلاء المبتدعة هو الطريق إلى النجاة من هذه الفتن، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإسلام والسنّة.
ولكن ينبغي التنبيه على أن هذه الشدة على المخالفين التي كان يمتاز بها هؤلاء الأئمة، لا تعني أنهم كانوا على أخلاق سيئة أو دنيئة بل كانوا يتحلون بالأخلاق الكريمة
والخصال الحميدة من الصبر والحلم والأناة والصدق والورع وغير ذلك
ولكنهم رأوا أن هذا المقام يحتاج لمثل هذه الشدة لقمع هؤلاء المبتدعة لا سيما الدعاة منهم، وصرف بدعهم عن الناس، وما ذلك إلا لعلمهم بخطر تلك البدع
وما تؤدي إليه أحياناً من الكفر والزندقة، وكل ذلك راجع إلى حكمة الداعي وفقهه في المعاملة.
قال ابن القيم – رحمه الله -([73]):
" ومن أنواع مكايده ومكره – أي الشيطان -: أن يدعو العبد بحسن خلقه وطلاقته وبشره إلى أنواع من الآثام والفجور، فيلقاه من لا يخلصه من شرّه إلا تجهمه والتعبيس في وجهه والإعراض عنه
فيحسن له العدو أن يلقاه ببشره، وطلاقة وجهه، وحسن كلامه، فيتعلق به فيروم التخلص منه فيعجز، فلا يزال العدو يسعى بينهما حتى يصيب حاجته
فيدخل على العبد بكيده من باب حسن الخلق، وطلاقة الوجه، ومن ههنا وصّى أطباء القلوب بالإعراض عن أهل البدع وأن لا يسلّم عليهم، ولا يريهم طلاقة وجهه، ولا يلقاهم إلا بالعبوس والإعراض
".
والله تعالى أعلم.
يتبع...
--------------------------
([1]) مناقب الإمام أحمد ( ص : 253 ) .
([2]) مدارج السالكين ( 3/ 123 ) .
([3]) شفاء العليل ( ص : 60 ) .
([4]) شرح السنّة للالكائي ( 3/635-636 ) .
([5]) رواه مسلم ( 8 ) .
([6]) الإصابة لابن حجر ( 3/130 ).
([7]) كان السلف - رحمهم الله - يعدّون الطعن على أهل السنّة والذابين عنها، من علامات أهل البدع والضلال، بل قد يعدّون الرّجل من أهل البدع بمجرد طعنه عليهم
قال أبو زرعة - رحمه الله - : (( إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة: فلا تشك أنّه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي:
فلا تشك أنّه ناصبي، وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك: فلا تشك أنّه مرجئ، واعلم أنّ هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل؛ لأنّه ما من أحد إلا وفي قلبه منه سهم لا بُرْء له ))
[طبقات الحنابلة ( 1/199-200 ) ].
وقال نعيم بن حمّاد: (( إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتّهمه في دينه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتّهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتّهمه في دينه ))
[ تاريخ بغداد (6/348)، وتاريخ دمشق (8/132) ].
وقال أبو جعفر محمد بن هارون المخرمي الفلاّس: (( إذا رأيت الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنَّه مبتدع ضالّ )) [ تقدمة الجرح والتعديل ( ص:308-309)، وتاريخ دمشق (5/294)].
وقال أبو حاتم الرازي: (( إذا رأيت الرّازي وغيره يبغض أبا زرعة فاعلـم أنَّـــه مبتدع )) [ تاريخ بغداد (10/329)، وتاريخ دمشق ( 38/31)].
وقال أبو حاتم -أيضاً-: (( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ))[السنة للالكائي (1/179)].
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني: (( وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- واحتقارهم واستخفافهم بهم )) [عقيدة السلف (101)].
وقال ابن أبي داود في قصيدته الشهيرة:
ولاتك من قوم تلهوا بدينهم فتطعن في أهل الحديث وتقدح.
قال السفاريني: (( ولسنا بصدد ذكر مناقب أهل الحديث فإنَّ مناقبهم شهيرة ومآثرهم كثيرة وفضائلهم غزيرة، فمن انتقصهم فهو خسيس ناقص، ومن أبغضهم فهو من حزب إبليس ناكص ))
[ لوائح الأنوار (2/355)] .
([8]) انظر سير أعلام النبلاء ( 7/447-452 ) .
([9]) تبيين كذب المفتري ( ص : 89 ) .
([10]) سير أعلام النبلاء ( 8/209 ) .
([11]) التقريب ( ص : 436 ) .
([12]) الإبانة لابن بطة ( 2/469 ) .
([13]) مناقب مالك للزواوي ( ص : 152 ) .
([14]) السير ( 7/380 ) .
([15]) الجامع لابن أبي زيد القيرواني ( ص : 125 ) .
([16]) الاعتصام للشاطبي ( 1/131 ) .
([17]) مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
([18]) تاريخ دمشق ( 45/365 ) .
([19]) انظر تبيين كذب المفتري لابن عساكر ( ص : 348 ) .
([20]) انظر السير ( 8/474-475 ) .
([21]) السير ( 12/69 ) .
([22]) الديباج المذهب ( ص:134 ).
([23]) السير ( 13/322 ) .
([24]) انظر السير ( 13/323 ) ، وتذكرة الحفاظ ( 2/622 ) .
([25]) الديباج المذهب لابن فرحون ( ص:94 ) .
([26]) ترتيب المدارك (4/375-376).
([27]) طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ ابن حيان ( 3/447 ) .
([28]) السير ( 15/90 ) .
([29]) البداية والنهاية ( 11/213) .
([30]) طبقات الحنابلة ( 2/18 ) ، والمنهج الأحمد ( 2/26 ) .
([31]) المنهج الأحمد ( 2/37 ) .
([32]) طبقات الحنابلة ( 2/44 ) .
([33]) تاريخ دمشق ( 5/118 ) .
([34]) التقييد لابن نقطة ( 1/264 ) .
([35]) تنبه - أخي في الله - إلى أنه جعل ذكر معائب أهل البدع والطعن عليهم وكثرة ذكر ذلك من الإنصاف للناس
ولم يجعل الإنصاف ذكر الحسنات إلى جانب السيئات كما يقوله أهل منهج الموازنات ، ألا ساء ما يحكمون .
([36]) البدع والنهي عنها لابن وضاح ( ص : 28-32 ) .
([37]) ترتيب المدارك للقاضي عياض ( 3/301-302 ) .
([38]) تاريخ بغداد ( 4/237 ) .
([39]) تاريخ بغداد ( 1/351 ) .
([40]) تاريخ بغداد ( 10/382-383 ) .
([41]) تذكرة الحفاظ ( 3/1098-1099 ) ، والسير (17/568 ) .
([42]) السير ( 17/659-660 ) .
([43]) السير ( 18/333 ) .
([44]) البداية والنهاية ( 12/103 ) .
([45]) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ( 1/538 )، وانظر السير ( 18/547 ).
([46]) طبقات الحنابلة ( 2/242 ).
([47]) طبقات الحنابلة ( 2/243 ).
([48]) طبقات الحنابلة ( 2/246 ).
([49]) ذيل طبقات الحنابلة ( 3/57 ) .
([50]) ذيل الطبقات ( 3/ 60-61 ) .
([51]) السير ( 18/509 ) .
([52]) العبر ( 2/343 ) .
([53]) المنتظم ( 16/278 ) .
([54]) السير ( 18/509 ) .
([55]) معرفة القراء الكبار للذهبي ( 1/436 )، ولسان الميزان لابن حجر ( 3/298 ) .
([56]) السير ( 19/116 ) .
([57]) الديباج المذهب ( ص:275 ) .
([58]) الديباج المذهب ( ص:42 ) .
([59]) الرد الوافر لابن ناصر ( ص: 65 ) .
([60]) العقود الدرّية ( ص : 7 ) .
([61]) الرد الوافر ( ص : 75 ) .
([62]) الرد الوافر ( ص : 108-109 ) .
([63]) الرد الوافر ( ص : 130 ) .
([64]) الرد الوافر ( ص : 147 ) .
([65]) الرد الوافر ( ص : 181 ) .
([66]) الرد الوافر ( ص : 199 ) .
([67]) الرد الوافر ( ص : 248 ) .
([68]) الرد الوافر ( ص : 254 ) .
([69]) الرد الوافر ( ص : 262 ) .
([70]) الرد الوافر ( ص : 284 ) .
([71]) ( ص : 214 ) .
([72]) ( ص : 49-53 ) .
([73]) إغاثة اللهفان ( 1 / 140 ) .










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 07-04-18 الساعة 12:18 PM
عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس