الموضوع
:
حصري:: إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء
عرض مشاركة واحدة
07-04-18, 09:46 AM
المشاركة رقم:
5
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
البيانات
التسجيل:
Oct 2010
العضوية:
14
المشاركات:
10,332 [
+
]
الجنس:
ذكر
المذهب:
سني
بمعدل :
1.96 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
10
نقاط التقييم:
949
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
جواب لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – يبيّن فيه أنواع الهجر وضوابطه
فقد سئل - رحمه الله -:
" عمن يجب أو يجوز بغضه أو هجره، أوكلاهما لله – تعالى –؟
وماذا يشترط على الذي يبغضه أو يهجره لله – تعالى – من الشروط؟
وهل يدخل ترك السلام في الهجران أم لا؟
وإذا بدأ المهجور الهاجر بالسلام هل يجب الردّ عليه أم لا؟
وهل يستمر البغض والهجران لله – عزوجل - حتى يتحقق زوال الصفة المذكورة التي أبغضه وهجـره عليها؟
أم يكون لذلك مدة معلومة؟ فإن كان لها مدة معلومة، فمـا حدّها؟ أفتونا مأجورين."
فأجاب – رحمه الله -:
" الهجر الشرعي نوعان:
أحدهما:
بمعنى الترك للمنكرات.
والثاني:
بمعنى العقوبة عليها.
فالأول:
هو المذكور في قوله – تعالى -:{
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
}
([1])
وقوله – تعالى:{
وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم
}
([2]).
فهذا يراد به أنه لا يشهد المنكرات لغير حاجة، مثل قوم يشربون الخمر، يجلس عندهم.وقوم دعوا إلى وليمة فيها خمر وزمر لا يجيب دعوتهم،وأمثال ذلك. بخلاف من حضر عندهم للإنكار عليهم
أو حضر بغير اختياره.
ولهذا يقال: حاضر المنكر كفاعله، وفي الحديث: "
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر
"
([3]).
وهـذا الهجر من جنس هجر الإنسان نفسه عن فعل المنكرات، كما قـال
: "
المهاجر من هجر ما نهى الله عنه
"
([4]).
ومن هذا الباب الهجرة من دار الكفر والفسوق إلى دار الإسلام والإيمان. فإنه هجر للمقام بين الكافرين والمنافقين الذين لا يمكنونه من فعل ما أمر الله به، ومن هذا قوله تعالى:{
والرجز فاهجر
}
([5]).
النوع الثاني:
الهجر على وجه التأديب، وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها. كما هجر النبي
والمسلمون: الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم
حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر، ولم يهجر من أظهر الخير، وإن كان منافقاً فهنا الهجر هو بمنزلة التعزير.
والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات، وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع
.
وهذا حقيقة قول من قال من السلف والأئمة:
إن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم، ولا يصلى خلفهم، ولا يؤخذ عنهم العلم، ولا يناكحون
.
فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا؛ ولهذا يفرقون بين الداعية وغير الداعية؛ لأن الداعيـة أظهر المنكرات، فاستحق العقوبة، بخلاف الكاتم، فإنه ليس شراً من المنافقين الذين كان النبي -
- يقبل علانيتهم
ويكل سرائرهم إلى الله، مع علمه بحال كثير منهم. ولهذا جاء في الحديث: "
إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه
"
([6]).
فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها؛ بخلاف الباطنة؛ لأن عقوبتها على صاحبها خاصة.
وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم، فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله
([7])
فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً.
وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر.
والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف
([8])؛
ولهذا كان النبي -
-
يتألف قوماً ويهجر آخرين
، كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم، ولما كان أولئك كانوا سادة مطاعون
([9])
في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينيّة في تأليف قلوبهم
([10])
، وهؤلاء كانوا مؤمنين، والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين
([11])،
وتطهيرهم من ذنوبهم
وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة، والمهـادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحـوال والمصالح.
وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل
، ولهذا كان يفرق بين الأماكن
([12])
التي كثرت فيها البدع، كما كثر
القدر
في البصرة،
والتنجيم
([13])
بخراسان،
والتشيع
بالكوفة
وبين ما ليس كذلك، ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم
([14])،
وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه
([15])
.
وإذا عرف هذا:
فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسـوله، فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله، وأن تكون موافقة لأمره، فتكون خالصة لله صواباً، فمن هجر لهوى نفسـه
أو هجـر هجـراً غـير مـأمور بـه:
كان خارجاً عن هذا، وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه، ظانة أنها تفعله طاعة لله
([16])
.
والهجر لأجل حظ الإنسان لا يجوز أكثر من ثلاث، كما جاء في الصحيحين عن النبي –
- أنه قال:
"
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
"
([17])
فلم يرخص في هذا الهجر أكثر من ثلاث، كما لم يرخص في إحداد غير الزوجة أكثر من ثلاث، وفي الصحيحين عنه –
- أنّه قال:
"
تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً؛ إلا رجـلاً كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا
"
([18])
،
فهذا الهجر لحق الإنسان حرام
وإنما رخّص في بعضه
، كما رخّص للزوج أن يهجر امرأته في المضجع إذا نشزت
، وكما رخّص في الثلاث.
فينبغـي أن يفـرق بـين الهجـر لـحق الله، وبــين الهجـر لحق نفســه
فـ (
الأول
)
مأمور به،
و (
الثاني
)
منهي عنه
، لأن المؤمنين إخوة، وقد قال النبي –
- في الحديث الصحيح:
"
لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عبـاد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم
"
([19])
، وقال –
- في الحديث الذي في السنن:
"
ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة،والصيام،والصدقة،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قالوا:بلى يا رسول الله!، قال:إصلاح ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر،ولكن تحلق الدين
"
([20])
.
وقال في الحديث الصحيح: "
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر
"
([21])
.
وهذا لأن الهجر من "
باب العقوبات الشرعية
" فهو من جنس الجهاد في سبيل الله، وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله
([22])
والمؤمن عليه أن يعادي في الله، ويوالي في الله، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانيّة، قال تعالى:{
وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون إخوة
}
([23])
فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم.
فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين
، فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر، وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك
فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه، والإكرام لأوليائه والإهانة لأعدائه، والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه.
وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير
وشر
،
وفجور
وطاعة،
ومعصيـة
وسنة
وبدعة
:
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير
،
واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر
فيجتمع في الشخص الواحد موجبات
الإكرام
والإهانة
، فيجتمع له من
هذا
وهذا
([24])
، كاللص الفقير
تقطع يده لسرقته
،
ويعطى من بيـت المال ما يكفيه لحاجته
.
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه، فلم يجعلوا الناس إلا مستحقاً للثواب فقط
وأهل السنة يقولون:
إن الله يعذب بالنار من أهل الكبائر من يعذبه، ثم يخرجهم منها بشفاعة من يأذن له في الشفاعة بفضل رحمته
، كما استفاضت بذلك السنة عن النبي –
-.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين."
([25])
الخاتمة
وفي ختام هذا البحث يتبين للقارئ الكريم إجماع أهل السنة والسلف الصالح من عصر الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا على وجوب التحذير من أهل البدع
وهجرهم ومعاداتهم وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم وترك مناظرتهم والنظر في كتبهم ومجادلتهم، والتقرب إلى الله - عز وجل - بذلك.
وكذلك
هجران من والى أهل البدع ونصرهم وذب عنهم وصاحبهم وإن كان يظهر أنه من أهل السنة فبهم يلحق وبمعاملتهم يعامل وبحكمهم يحكم عليه.
فالحذر كل الحذر
- أخي في الله - من أهل البدع والسلامة كل السلامة والفوز كل الفوز باجتنابهم وهجرهم، فلك في سلفك الصالح قدوة وأسوة، ولك بمن خالطهم وغوى عبرة.
-
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
-
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
جعلنا الله وإياكم ممن تحيا بهم السنن، وتموت بهم البدع، وتقوى بهم قلوب أهل الحق، وتنقمع بهم نفوس أهل الأهواء بمنّه وكرمه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
-----------------------------------
([1]) سورة الأنعام : 68 .
([2]) سورة النساء : 140 .
([3]) رواه أحمد ( 1/20 ) ، ( 3/339 ) ، والترمذي ( 2965 ) ، وصححه الألباني في الإرواء ( 1949 ) .
([4]) رواه البخاري ( 10 ) ، وأبو داود ( 2481 ) ، والنسائي ( 5011 ) .
([5]) المدثر : 5 .
([6]) رواه أحمد ( 1/1،4،6،8 ) ، وأبو داود ( 4338 ) ، والترمذي ( 2168 ) ، وابن ماجه ( 4005 ) ، وصححه الألباني في الصحيحة ( 1564 ) .
([7]) وكذلك من الضوابط المهمة التي ينبغي الاهتمام بها: مراعاة حال الهاجر، وهو ما يسمى بالهجر الوقائي، فإن المسلم مأمور بالابتعاد عن أهل البدع والشبه والأهواء حتى لا يقع في شراكهم
فينهج منهجهم، وما سبق من أقوال أهل العلم في وجوب الهجر وأن القلب ضعيف وكذلك الأمر بإغلاق الآذان عن سماع كلامهم وسلوك غير الطريق الذي يجتازون منه كله يدل على ذلك أوضح دلالة.
([8]) كثير من أنصار أهل البدع والمحامين عنهم قد أساؤا فهم هذا الكلام وتطبيقه مما أدى بهم إلى محاربة أهل السنة وتولي أهل البدع فمع وضوح رجحان المفاسد على المصالح بما لايقاس لايقتصرون على
التلاحم مع أهل البدع الأمر الذي أدى إلى ضياع كثير وكثير من الشباب وارتمائهم في أحضان البدع وأهلها، و والله لو كان شيخ الإسلام حياً وشاهد كيف يُستغل كلامه لهاجم هؤلاء ونكّل بهم أكثر من
أهل البدع الصريحة لما ترتب على هذا الاستغلال الفظيع من المفاسد المدمرة التي لا يستطيع أهل البدع تحقيقها مهما كادوا ومهما مكروا ، فهل ضعف الشر أو خف أو أنّه استفحل واتسع؟ .
([9]) كذا ، والصواب مطاعين .
([10]) فهل هؤلاء يسلكون في التأليف مسلك رسول الله -r -؟ أفهرع أتباع أهل البدع إلى السنة والحق وتخلوا عن بدعهم ، كما تخلى أتباع من تألفهم رسول –
- عن كفرهم وشركهم؟
أو أن الأمر بالعكس فنرى أهل السنة يتسرّبون أفواجاً أفواجاً بسبب غش من يتصيد الشباب بكلام شيخ الإسلام وأمثاله أو بسبب جهلهم بمعرفة المصالح والمفاسد
وعدم مبالاتهم بانحراف من أشرنا إليهم عن منهج الله الحق.
إن هؤلاء لم يضعوا في اعتبارهم حال المخالط لأهل البدع والقارئ لكتبهم، هل يلحقه ضرر في دينه؟ وإذا كان ذلك وارداً - وهو الغالب -
فهل يجب عليه الابتعاد عن أهل البدع حفاظاً على دينه وعقيدته أو يجوز لــه مخالطتهـم وتكثــير سوادهــم والتعاون معهم في نشر باطلهم، وإن أدى الأمر إلى كل هذه المقاسد.
إن المسلم العاقل الناصح ليجزم بتحريم مخالطة أهل البدع إذا أدّت إلى ماذكر وتحـتّم على المتعرض للفتنة في دينه الابتعاد عنهم كما بينا ذلك سابقاً.
([11]) فهل حصل عز الدين في موالاة أهل البدع ومحاربة أهل السنة من أجلهم؟! .
([12]) فهل يفرق دعاة التمييع هذا التفريق؟! كلا ثم كلا !! بل هم ينادون بعدم الهجران في مواضع عز السنة وقوتها . وهل يفرقون بين الدعاة إلى البدع وغير الدعاة منهم؟!
وهل يفرقون بين من تضره مخالطة أهل البدع وبين غيره؟! .
([13]) لعلها ( والتجهم ) .
([14]) وهل يفرق من ذكرناهم بين المطاعين وغيرهم؟ .
([15]) وهل يعرف هؤلاء مقصود الشريعة ويسعون في تحقيقــــه بصدق ونصح وإخـــلاص = فظهرت نتائج نصحهم وفقههم وإخلاصهم؟ .
([16]) هذا الكلام مهم جداً وحق يجب مراعاته في الهجران وعدمه .
([17]) رواه البخاري ( 6077 ) ، ومسلم ( 2560 ) .
([18]) رواه مسلم ( 2565 ) .
([19]) رواه مسلم ( 2563 ) .
([20]) رواه أحمد ( 6/64 ) ، وأبو داود ( 4919 ) ، والترمذي ( 2508 ) ، وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود ( 4111 ) .
([21]) رواه البخاري ( 6011 ) ، ومسلم ( 2586 ) .
([22]) صدق والله شيخ الإسلام وقال الحق ، فهل ينظر إليه دعاة الفتن وموالاة أهل البدع بمنظار شيخ الإسلام ومنظار السلف أو أصبح سيفاً مسلولاً على أهل السنة ووسيلة للتشويه؟
وهل يدركون أنه يكون وسيلة لإعلاء كلمة الله؟ .
([23]) الحجرات : 8-9 .
([24]) رحم الله شيخ الإسلام فإن كلامه هذا قد استدل به بعض أهل الفتن على وجوب الموازنات بين الحسنات والسيئات
وهذا أمر لم يقله ولم يفعله السلف الصالح ومنهم شيخ الإسلام نفسه في ردوده على أهل البدع .
بل يخالف ما يقرره هو - كما في مجموع الفتاوى ( 4/483 ) ، و مختصـر الفتـاوى المصرية ( ص : 210 ) – وقبله الإمام أحمد في يزيد بن معاوية وأمثاله : ( لا نسبه ولا نحبه ) .
ويخالف ما تقدم من إجماع السلف .
وواضح من كلام شيخ الإسلام الآتي أنه يقصد به الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يرون أن ارتكاب الكبيرة والإصرار عليها يوجب خروج العبد من دائرة الإسلام وخلوده في النار
أي : أن الكبيرة تسقط إيمان العبد وعمله الصالح
بل قد صرح بذلك في موضـع آخـر من الفتاوى (28/228-229 ) .فقال : ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أُعطي من الموالاة بحسب إيمانه ، ومن البغض بحسب فجوره
ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي ، كما يقوله الخوارج والمعتزلة . "
ومنهـج السلف في النقد وفي الجرح والتعديل بريء من إفراط الخوارج والمعتزلة، ومن تفريط أهل الموازنات الذي أدى بمن ينادي به إلى تمييع الإسلام عقيدةً ومنهجاً
وأدى بمن ينادي به إلى الوقوع في الإرجاء الغالي .
([25]) مجموع الفتاوى ( 28/ 203-210 ) .
توقيع :
الشـــامـــــخ
يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية
-
-
-
-
-
-
-
-
التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 07-04-18 الساعة
12:59 PM
الشـــامـــــخ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشـــامـــــخ
زيارة موقع الشـــامـــــخ المفضل
البحث عن كل مشاركات الشـــامـــــخ