قصةٌ لطيفة تبين كفران النساء للمعروف
كان للمعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف في الأندلس زوجة هي أمّ أولاده ( تسمى ) الرميكية الملقّبة باعتماد، وقد رُوي أنّها رأت ذات يوم بإشبيلية نساء البادية يبعن اللبن في القرب وهنّ رافعات عن سوقهنّ في الطين، فقالت له: أشتهي أن أفعل أنا وجواريّ مثل هؤلاء النساء، فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد، وصيّر الجميع طيناً في القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً من إبريسم ( الحرير )، وخرجت هي وجواريها تخوض في ذلك الطين، فيقال: إنّه لمّا خُلِع ( عزل عن الحكم ) وكانت تتكلّم معه مرّة فجرى بينهما ما يجري بين الزوجين، فقالت له: (والله ما رأيت منك خيراً)، فقال لها: ولا يوم الطين؟ تذكيراً لها بهذا اليوم الذي أباد فيه من الأموال مالا يعلمه إلاّ الله تعالى، فاستحيت وسكتت.
[ انظر نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب : 1 / 440 ]
وفي هذا يقول النبي
: "ورأيتُ النَّارَ فلمْ أَرَ كاليومِ منظَرًا قَطُّ أَفَظَعَ ، ورأيتُ أكثرَ أهلِهَا النِّسَاءَ ، قالُوا: لِمَ يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ: لِكُفْرِهِنَّ ، قيلَ: أيكفُرْنَ باللهِ ؟ قالَ: ويكفُرنَ العَشِيرَ ، ويَكفرنَ الإحسانَ ، لَوْ أحسنتَ إلى إحداهُنَّ الدهرَ كلَّهُ ، ثمَّ رأَتْ منكَ شيئًا ، قالَتْ: ما رأيْتُ منكَ خيْرًا قطُّ
أخرجه البخاري ومسلم