انظر يا شيعى فقد قال العلماء أنه يجب إعمال اللفظة العامة على عمومها ما لم يأت مخصص فتأمل القرأن لأن الله أمرك بذلك فقال (أفلا يتدبرون القرآن ) لتستنبط منه العلوم والنور الذى يبين لك ما أشكل عليك
ما ذكر الله المهاجرين فى القرأن إلا بصيغة العموم مادحاً لهم واصفاً لهم بإلإيمان والصدق ولم يستن أحد
قال سبحانه (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين ءاووا ونصروا أولئك المؤمنون حقاً ) جعلهم فى أعلى مرتبة للإيمان
بل لم ينزل تعالى وصفاً لأحد مثل قوله فى الصحابة أولئك هم المؤمنون حقاً
وقال سبحانه (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فى سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله) وقال ( والذين تبوأوا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أُوتوا ويأثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )انظر كيف يمدح الله حب المهاجرين دل على حبه تعالى للمهاجرين وقال فى آية أخرى (إن الذين أمنوا و هاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا اؤلائك بعضهم اولياء بعض ) فى هذه الأيات مدح عام للمهاجرين والأنصار ولما أراد الله أن يستنى لم يستن من المهاجرين ولا الأنصار منافقاً ولا فاسقاً بل قال بعد ما مدح السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وذكر رضائه عنهم قال قى الأية التى تليها
ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم
الثلاثة ليسوا من أهل المدينة فلم يذكر الله فى المهاجرين أن فيهم منافق ولا فى الأنصار بل ذكر أن من أهل المدينة منافقين ففى الأية الأولى أثنى تعالى على المهاجرين والأنصار فدل على أنه ليس فيهما منافق ثم حصر فى الأية التى بعدها ذكر بعض أهل المدينة أنهم منافقين فدل على ايمان كل المهاجرين والأنصار ومعلوم أن المهاجرين ومنهم الثلاثة ليسوا من أهل المدينة لأن الله بعد ما ذكر المهاجرين أعقب بذكر أهل المدينة فى سورة التوبة والعطف يقتضى المغايرة أى لا يعطف الشيء على نفسه كما هو معلوم فى اللغة تأمل جيداً
يقول الإمام أحمد ليس فى المهاجرين ولا الأنصار منافق
لم يذكر الله المهاجرين والأنصار إلا بالمدح والإيمان فدل على أنهم جميعاً مؤمنون صالحون ليسوا فاسقين لأن الله لم يستثن أحد
فالله تعالى جعل كتابه شفاء لما فى الصدور
وتفصيلاً لكل شيء وتبياناً لكل شيء فإذا ذكر تعالى صيغة من صيغ العموم المعلومة عند علماء الأصول فلو كانت مخصوصة فلابد أن يبين لنا المخصص حتى لا يلتبس الأمر وهذا من بيان القرأن ونوره وإيضاحه لكل شيء
لما ذكر الله تعالى المجاهدين والقاعدين وأنهم لا يستوون استثنى أولى الضرر
قال [لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر]
لما يعمم الله فى موضع يتبعه بتخصيص لكى لا يُتوهم العموم ولما أوجب الجهاد والنفير فى سورة التوبة قال [ليس على الضعفاء ولا على المرضى ]
قال تعالى[ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ] ثم قال بعدها إلا الذين تابوا
وقال تعالى عمن ارتد
[مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ ] قال بعدها إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ
ولما اخبر الله بهلاك كل الأمم استثنى قوم يونس فقال
[فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ]
وقال للوط[ إنا منجوك وأهلك إلا أمرأتك ]
ونظائره كثيرة
لما أمر الله بكتابة الدين
استثنى حتى لا يقع المسلمون فى حرج
قال تعالى[ إلا أن تكون تجارة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتوبها]
أفييستثنى الله تعالى شأن كهذا ولم يستثن من المهاجرين والأنصار فاسق أو منافق حتى يعلمهم الناس ويحذروهم ولا يعطونهم الإمامة؟
يحتج الشيعة كعادتهم فى دحض حجج الله بالمتشابه من القرأن لزيغ قلوبهم كما حكم الله على من اتبع المتشابه وترك المحكم الواضح فيقولون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق على نفاق عمر وقد سبق الرد والعجيب أن الله قال لنبيه لا تعلمهم والشيعة يقولون نحن نعلمهم
النبى الذى هو أفضل من علىّ لا يعلمهم بنص الاية والشيعة يتبجحون ويقولون نحن نعلمهم!!
نتابع..