[أبو بلال المصرى]

فلفظة الطهارة لا تدل على أكثر من النقاء من الذنوب والمفعول المطلق توكيد لا يزيد شيئاً أخر كما تقول شُفيت من مرضى شفائاً فلم يكن المفعول المطلق إلا توكيد فقط لشفاء لا أن الشفاء هذا له معنى آخر زائد على شُفيت

فهم يستعملون كلمة الطهارة فى إثبات العصمة لأل البيت ونحن ندلل على صحة مذهبنا من طريقين

الأول :: أننا جميعاً أهل السنة بعلمائها وعوامها يؤمنون بأن هذه الأية مخاطب بها أزواج النبى ومع ذلك ما قال أحد البته البته البته بعصمة أم المؤمنين عائشة وحفصة وزينب وباقى زوجاته ونتحدى ولا قالوا أن العلم والدين والحجة يؤخذ منهن فقط لأن الآية دلت على هذا! كما ادعت الشيعة فى الأئمة وما قالوا هم الأئمة فقط

دل على إنصاف أهل السنة رغم الحب العظيم الذى أوجبه الله وفرضه علينا لأزواجه أمهاتنا ومع ذلك لم نستعمل شيء للغلو والكذب كما يفعل الشيعة بل نعطى كل شيء حقه بلا زيادة ولا نقصان دل على عدم وجود الغلو عند السنة ووجوده عند الشيعة

وأن السنة اتبعوا الحق فى الأية وفهمهم للآية أصح وأدق

لماذا؟
لأن الأية سياقها يقول من أوله

يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ..
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى

وأقمن الصلاة

وآتين الزكاة

وأطعن الله ورسوله

فلو كان الخطاب فقط لعلىّ والحسن والحسين والإثنى عشر الذى منهم المهدى كما تحرفون الأية وتدعون فهل يخاطبهم الله بنون النسوة !!
ثانياً::

ماذا يحدث لو عملوا بتلك الأوامر ؟
يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً
هناك قاعدة أصولية تقول إذا تعلق حكم بوصف كان هذا الوصف علة لذلك الحكم
مثل

لا تأكل كثيراً فتتعب

التعب يكون بسبب الأكل الكثير

لا تعصى المعلم فيضربك

هكذا
قال تعالى بعد تحريم الخمر [إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ]
بعد تحريم الخمر

يعنى هذا الحكم وهو التحريم سببه أن الشيطان يريد أن يوقع بينكم ... وتأمل تطابق الأيتين

[إنما يريد الله ليذهب .. ]

[إنما يريد الشيطان .. ]

أعنى ذكر إنما بعد ذكر الأوامر والنواهى تعنى أنها لأجل كذا ومرتبطة بها

فهذا وهو التطهير لكل مسلم فعل ذلك ذهب عنه الرجس

لأن الله لا يفرق بين متماثلين ولا يجمع بين مختلفين

فلا يفرق بين طائع أدى هذه الأوامر وطائع آخر

فيجعل هذا معصوم والآخر غير معصوم!!!



الثانية :: أن السنة أعلم وأفقه وأسد وأهدى من الشيعة إذ أنهم أفهم للقرآن والسنة من الشيعة وأضبط للعلم إذ أنهم فهموا كلمة الطهارة فى ضوء القرآن فالقرآن يُفهم بعضه بعضاً ويفسر بعضه بعضاً

ولا يضرب بعضه بعضاً كما تفعل الشيعة

فنتتبع كلمة الطهارة فى القرآن وننظر هل أتت بمعنى العصمة وينبنى عليها أن لا يؤخذ العلم إلا من معصوم وهو من طهره الله ؟

ننظر..

[إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ]
بعد

[وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ]
فهل الطهارة هنا بمعنى العصمة ؟
إذاً من تطهرت أى اغتسلت من الحيض معصومة وهن كل المؤمنات

قال تعالى عن مخاطبة الملائكة لمريم [ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ]
فهل هناك من الشيعة من يقول بعصمتها؟
سيقولون بعد هذا ليثبتوا عصمة فاطمة رضى الله عنها
[وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ]
فهل من تطهر من الجنابة أصبح معصوم؟!
[أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ]

فهل لو أن الله تاب على هؤلاء وطهرت قلوبهم أصبحوا معصومين؟!
قال تعالى عن قول قوم لوط للوط وأهله [أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ]
فهل بنات لوط معصومات؟!
[وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ]
فهل من طهر ثوبه من النجاسة قبل الصلاة اصبح معصوم؟!
[خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ]
الله أكبر أصبح كل مسلم يخرج الزكاة معصوم ولا يؤخذ العلم والدين إلا منه وإمام وحجة وهو الحجة فقط على خلقه لأن هذا من ضمن حجتهم على الإمامة

[فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ]
الآية فى الصحابة وفيه أى فى مسجد النبى والذى قال ذلك هو رسول الله حين سُئل عن المسجد الذى أُسس على التقوى فقال مسجدى هذا والأية بعد ذكر المسجد الذى أُسس على التقوى

الله أكبر ثانية الصحابة معصومون وهم فقط من يقيمون الحجة على الناس ولا يؤخذ الدين إلا منهم كبروا يا رجال

لأنهم هو رواد مسجد النبى فى المدينة وقد زكاهم الله

[إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا]
الخطاب لعيسى فعل معناها العصمة ؟

[ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ]
قال قبلها


[وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ]
فهل من فعل ذلك أصبح معصوماً
وضحت؟
أظن وضح لك