عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-23, 05:24 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 745 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 5
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : تـراجــم علمـائـنـا
افتراضي

من وصاياه، وإنكاره للمنكر



وكان له وصايا في الزهد، فكان يقول: "ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكن قصر الأمل وارتقاب الموت".

وكان يوصي من يخرج في سفر ألا يخرج مع من هو أغنى منه، فيكون إن ساويته بالنفقة أضر بك، إذا أنفقت مثله وهو أغنى منك أضر بك،

وإن أنفقت أقل منه ظهرت كأنك بخيل، فاخرج مع من هو مثلك.

وأما إنكاره للمنكر فكان شائعاً كثيراً، قال شجاع بن الوليد: "كنت أحج مع سفيان فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهباً وراجعاً".

كان استشعاره لمسئولية إنكار المنكر عظيمة، وخصوصاً الشيء الذي لا يستطيع تغييره، فعن سفيان قال: "إني لأرى الشيء يجب عليَّ أن أتكلم فيه فلا أفعل فأبول الدم"،


وعن ابن مهدي قال: "كنا مع الثوري جلوساً بـمكة ، فوثب وقال: النهار يعمل عمله قوموا نعمل"، الجلوس إذا كان مضيعة للوقت لا خير فيه.

وتواضعه كان عجيباً، وإزراؤه على نفسه كان كثيراً، قال ابن مهدي: "بات سفيان عندي فجعل يبكي فقيل له في سبب بكائه،

فقال: لذنوبي عندي أهون من ذا ورفع شيئاً من الأرض قال إن أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت"!

كان يخشى الله عزوجل في علمه وعمله.

هروبه من ولاية القضاء.


أما هرب سفيان، وتنقله في البلاد هارباً فترة من عمره، ودفنه لكتبه، فكان بسبب أن الخليفة أبا جعفر أراده على القضاء، فأبى أن يتولاه، فأراد أن يلزمه به، وكان يسجن ويضرب حتى يرضخ القاضي للقضاء، فهرب سفيان، ولا زال هارباً متخفياً، وهو مع هربه يطلب الحديث ويطلب العلم ويعبد الله،

قال أبو أحمد الزبيري: "كنت في مسجد الخيف مع سفيان والمنادي ينادي: من جاء بـسفيان فله عشرة آلاف".

وقيل: إنه لأجل الطلب والملاحقة.



هرب إلى اليمن، فاتهموه وهم لا يعرفونه في اليمن بأنه سرق شيئاً؛ فأتوا به والي اليمن معن بن زائدة ، وكان عنده خبر من الخليفة بشأن طلب سفيان،

فقيل للأمير: هذا قد سرق منا، فقال: لم سرقت متاعهم؟ قال سفيان: ما سرقت شيئاً، فقال لهم الأمير: تنحوا حتى أسائله حتى أحقق معه ثم أقبل على سفيان فقال: ما اسمك؟ فقال: عبد الله بن عبد الرحمن، وأراد ألا يكذب ولا يذكر اسمه لأنه مطلوب عند الخليفة،

فقال الأمير: نشدتك بالله لما انتسبت سأله بالله، فكان لا بد أن يجيب، قال: فقلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق، قال: الثوري؟ فقلت: الثوري،

قال: أنت بغية أمير المؤمنين؟ قلت: أجل! فأطرق ساعة يفكر، ثم قال: ما شئت أقم ومتى شئت فارحل، فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها، يعني أحميك وأدافع عنك،

وكان معن بن زائدة فيه خير كثير.

وهرب إلى البصرة أيضاً، فقال ابن مهدي: قدم سفيان البصرة والسلطان يطلبه، فصار إلى بستان، فأجر نفسه لحفظ الثمار، صار ناقوراً حارساً يحفظ الثمار، فمر به بعض العشارين الذين يأخذون أجزاء الثمار للوالي، فقال: من أنت يا شيخ؟ قال: من أهل الكوفة، فقال: أرطب البصرة أحلى من رطب الكوفة؟ قال: لم أذق رطب البصرة، قال: ما أكذبك! البر والفاجر والكلاب يأكلون الرطب الساعة،

ورجع إلى العامل فأخبره ليعجبه يعني بهذا الخبر العجيب للوالي، فقال الوالي: ثكلتك أمك! أدركه فإن كنت صادقاً فإنه سفيان الثوري، فخذه لنتقرب به إلى أمير المؤمنين.

فرجع في طلبه فما قدر عليه، ولاحقه أبو جعفر ملاحقة شديدة وجدَّ في طلبه، فاختفى الثوري بـمكة عند بعض المحدثين

قال عبد الرزاق: بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة وقال: إن رأيتم الثوري فاصلبوه، فجاء النجارون ونصبوا الخشب ونودي عليه ورأسه في حجر الفضيل مختفٍ ببيت، ورجلاه في حجر ابن عيينة،

فقيل له: يا أبا عبد الله ! اتق الله لا تشمت بنا الأعداء.. كان مختفياً في الحرم ورأسه في حجر الفضيل ورجلاه في حجر ابن عيينة،

فتقدم إلى الأستار ثم أخذه وقال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، قال: فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة، فأخبر سفيان فما قال شيئاً، قال الذهبي رحمه الله: هذه كرامة ثابتة.

واستمر هذا الرجل على العطاء، وكان قد دفن كتبه فلما أمن استخرجها مع صاحب له، فقال صاحبه: في الركاز الخمس يا أبا عبد الله ! فقال: انتق منها ما شئت، فانتقيت منها أجزاء فحدثني بها.

استمر -رحمه الله- عابداً لربه مستمراً على العهد الذي بينه وبين الله علماً وتعليماً وعبادة حتى جاءه الأجل، ووافاه القدر،

استمر -رحمه الله- عابداً لربه مستمراً على العهد الذي بينه وبين الله علماً وتعليماً وعبادة حتى جاءه الأجل،


ووافاه القدر، قدر الله بالموت في البصرة، في شعبان سنة إحدى وستين ومائة للهجرة، وقد غسله عبد الله بن إسحاق الكناني.

وقال يزيد بن إبراهيم: "رأيت ليلة مات سفيان قيل لي في المنام: مات أمير المؤمنين يعني في الحديث".

ولم يتمكن إخوانه وأصحابه من الاجتماع للصلاة عليه، فجعلوا يفدون إلى قبره يوم وفاته، ودفن وقت العشاء،

بعض ثناء العلماء عليه

وعن بعض أصحاب سفيان قال: مات سفيان بـالبصرة ودفن ليلاً ولم نشهد الصلاة عليه، وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم وسلام بن مسكين من أئمة العلم، فتقدم جرير وصلى على قبره ثم بكى وقال:

إذا بكيت على ميت لمكرمة فابك غداة على الثوري سفيان

وسكت، فقال عبد الله بن الصرباح:

أبكي عليه وقد ولى وسؤدده وفضله ناظر كالغسل ريان"

وقال سعيد: "رأيت سفيان في المنام يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقول: الحمد لله الذي صدقنا وعده"،

وهذا مما روي له من المنامات الصالحة بعد وفاته، وقال إبراهيم بن أعين: "رأيت سفيان بن سعيد بعد موته رأيته في المنام، فقلت: ما صنعت؟ فقال: أنا مع السفرة الكرام البررة"،


قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينك مثل سفيان الثوري حتى تموت"،

وقال الأوزاعي: "لو قيل لي اختر لهذه الأمة رجلاً يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه لاخترت لهم سفيان الثوري".

وقال ابن المبارك : "كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان"،

وقال ابن أبي ذئب: "ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري"،

وقال ابن المبارك: "ما نُعت إلي أحد فرأيته إلا كان دون نعته -دون الوصف- إلا سفيان الثوري -رحمه الله رحمة واسعة-".


منقول










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح


https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس