{لوثــات شيعيــة /15/ السيد المرابي}
إنها أولى ليالــي الحرب العراقية الإيرانية ... ليلة مرعبة ....وماشاهدناه في السماء هو صواريخ منطلقة باتجاه
جبهة القتال ... كانت الحرب قد بدأت منذ أسابيع من طرف واحد وهو إيران .. اليوم أعلن العراق الحـــرب ....
كان الأسبوع الأول من الحرب هو الأكثر شراسة ..... عشرات الأسراب من الطائرات الإيرانية .. تغير بكثافــــة وعشوائية على المناطق السكنية .... هـُدمت الكثير من الدور والمنازل ... وسقط مئات الضحايا ................
أذكر أنه في يوم واحد تم إسقــاط أكثر من 300 طائرة .... كان هذا الأسبوع كارثيــاً أيضا إلى إيــران ... حيث تمت إبادة سلاح الجــو الإيراني ... ممـّا تسبب في تغيير مسار الحرب ...
على مدى الثمان سنوات من هذه الحرب ... تولَدت ردَة فعل عنيفة تجاه الخميني وإيران ...... وازداد الإحساس
بالإنتماء للعنصر العربي
إحدى محاسن هذه الحرب .... والتي لم يعرفها كثيرمن الناس ... أن الكثيرين اعتنقوا المذهب السني ..... و
رجعت قبائل شيعية بأكملها إلى السنـَة .. وبعض القبائل رجع نصفها تقريبا .... ولازالت الدعوة قائمة والحمــد
لله والمنة ....
صدمة .... انتقــاد ... نفــــور ... ثم هدايـــة ...... كانت هذه الخطوات التى مرَت بها عائلتي ....... كان أشـدُ الناس فرحــا بتلك الحرب هم حفـَاري القبــور ... وكانت مقبرة النجف تستقبل يوميا عشرات الجثث ...... وكان
الحانوتية المعممين أكثر اللؤماء استبشارا ... ولعلَ أكبر مصيبة حلَت بهم هي يوم أن تجـرَع الخميني السم ...
ووقفت الحرب .......... مصائب قوم عند قوم فوائــد ..!!
أراد أحد أخوالي أن يزرع أرضه الصغيرة .... كان محتاجا لمن يقرضه مبلغا لشراء البذور وبعض المستلزمات
لم يجد أحدا ... حيث أن غالب الناس فقراء وحالهم واحدة .... أخبروه أن أحد السادة سوف يساعده .... ذهـــب
إليه ...... يحدوه الأمل ..
عرض عليه مشكلته .... وهنا وافق السيد المعمم على المساعدة والإقراض .... ولكنه اشترط شرطا ......
أن يقوم بمشاركة الخال بنصف المحصول عند حصاده ...... فوافق خالي بسرعة .... لأنه أراد قرضا .. فحصل
على شراكة .... وهذه كانت أمنية عزيزة ...
بعد موافقة الخال المغلوب على أمره على الشراكة .... سأله هذا السيد .. (( أبو سعدون... شكثر تتوقع الربح
الناتج من المحصول ..؟؟ )) ... فقال خالي المليون دينار اللي نحطها بالأرض تجيب مليونين إذا كان الموســم
جيدا والحصاد وفيرا .....(( أريدك توقع لي على إقرار بأنك مدين لي بضعف المبلغ اللي أسلفك إياه )) ....!! حتى أضمن حقى والدنيا حياة وممات ياأبو سعدون كما أن الإنتظار طويل .....!!!
ذئـــب لئيـــــم وجد فريســـة ضعيفة مغلوب على أمرها ..... شاء الله عز وجل أن يكون الموسم سيئا
حيث مات الزرع قبل الحصاد بأيام قليلة ... أرسل الله بردا شديد استمر لأيام فتجمدت المزروعات ...
وماتت الثمار على أغصانها .... لقد كانت كارثة شديدة على الخال أبو سعدون .... حيث خسر المحصول
وأصبح مدينا لشريكه المعمم .... رفض الشريك هذا الوضع وطالب بأمواله التي أقرضها ... إضافة إلى
قيمة الأرباح المتوقعة .... لقد ابتلي أبو سعدون المسكين بهذا المرابي الجشـــع ....!!!
بعد نزاع طويل ... تدخل بعض الوجهاء لحل هذه المشكلة ......... طبعا كان الوجهاء من المعممين الذين
يتدخلون في كل شاردة وواردة ... ليس بنية إرضاء الخصوم وإنما ... لشفط بعض المقسوم نظير ذلك ..!!
عندما تكلم كبيرهم ... كان قوله عجبا ... وطلبه من الحاضرين شيئا لايصدقه ذو عقل .... فماذا كان طلب هذا
الأفاك ....؟؟؟