عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-23, 12:45 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,898 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 18
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو روميساء المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

{لوثــات شيعيــة /18/ وفود المعممّــين}



كان والدي يجلس في الديوانية مع إثنين من أقاربنا . وعندما تعالت
الأصوات واللغـــط في الخارج خرج لاستطلاع الأمر .. وعندهــا
عَلِم أنّ منزلنــا هو المستهدف ... عاد مسرعــاً ... وبينمــا قمنا
بتهريب الرجلين اللذين كانا معنا في الديوانية من شبــاّك إحدى
الغرف الخلفية .. حتى لايصيبهم مكروه لاذنب لهم فيه .. وأيضــاً
لطلب النجدة والمساعدة ... أمر والدي بجمع الأطفال والنساء في
إحدى الغرف التى نظـــنّ أنها الأكثــر أمــاناً .. ثم أخــرج سلاح
كلاشينكوف وبندقية صيد قديمة .. السلاحان الوحيدان اللذان نملكهما وصعد إلى أعلى السطـــح ... أعطى بندقية الصيد إلى
أخي وأمره بإغلاق باب المنزل .. وإذا لاسمح الله تم اقتحام الباب
فعليه إطلاق النار على المهاجمين .................. لم يكن
والدي يريد حرباً لأنه يعلم أنها غير متكافئة وإنما يريد تطبيق المثل (( واجه الصياح بالصياح .. تسلم )) ..

في هذه الأثناء قام جيراننا بمساعدتنا في تهريب النساء إليهم وذلك
بتســوّر السطح.... خوفا من حصول مجزرة .. .. اكتشفت أن
والدى يملك عقلا عسكرياً في هذه اللحظات .. فهو يتصرف وكأنه
قائد جيش منذ عشرات السنين .. وعندما تم تأمين العائلة ... أطل
والدى من فوق السطح على المهاجمين ... أخرج الكلاش بلا تردد
وأطلق طلقة بين أرجل المهاجمين ... ثم طلقة أخرى ... ثم وضع
مسمار الأمان على الصليات ... وأفرغ مخزنا كاملاً من الطلقات فوق رؤوسهم ...

ثم أتبع ذلك بتهديد شفوي ..أن من أراد منهم أن يموت فليقترب من
البـــــاب ... تراجع القوم .. وأخذوا يتشاورون .. وبينما هم
كذلك ... أشاع أحد الجيران بأنه تم إبلاغ الأمن ... وخلال دقائق
انفض الجميع .. كان النظام الأمني يعتمد على الحلول العشائرية
في أغلب الخلافات ... فإذا وقعت مشكلة ... يقوم الشرطـــــة
بإعطاء فرصة للصلـــح بين المتخاصمين وبأية طريقة .... المهم
أن تنتهي المشكلة ... فإذا لم يتم التوصل إلى حل ... يتدخل الشرطة بعد ذلك ....

تم اعتقال أحد المهاجمين مطلقي النار .. وأعطت الشرطة فرصة
للحل العشائري ... قبل تسجيل قضيـــــة .. الحلول العشائرية
سخيفة وفيها ظلــم كبير ... وأكل لأموال الناس بالباطل ....
أغلب من يقوم بالتوسط لحل المشكلات هم رؤساء العشائر أو
(( سلالة آل البيت ))وهم السادة المعممون بالطبع ... أما رؤساء العشائـــر فغايتهم من ذلك البحث عن الصيت والسمعة .........
وأمــّـا سادتنا فغايتهم بلع الأموال وشفط الدنانير .. من جميع الأطراف ..

أشار بعض الناس على والدي بأن يأخذ معه مجموعة من هـؤلاء
الشفاطيـــن إلى تلك العشيرة لاسترضائهم وإيجـــــاد حـــل لمشكلة
الدم الذي سال ...!!! وكأن الذي سال دمــه كليب وائل وليس طفل
صغير يدرس في الإبتدائية ... رفض والدي ... لأن ذلك يعتبـــــر
إقراراً بالخطأ فيترتب عليه تعويضات هائلـــة ... قد نبيع منزلنا
ولا نستطيع سدادها ....

بدلاً من ذلك أشار علينا أحدهم بأن نرمي(( قوامة )) والقوامة
هي بمعنى إعلان حرب بعد مهلة ثلاثة أيام للصلح .. فإذا لم يتم
الصلح خلال هذه الأيام الثلاثة نكون أقوام متحاربون .. تستحل
فيها كل عشيرة أموال العشيـــــــرة الأخرى ... واستباحتها لجميع
الأفراد ... عمــِل والدي بهذه المشورة وأرسل إليهم من يعلنهم بأننا
(( قـــوم )) وأمهلهم ثلاثة ايام .. ثم جلسنا ننتظــر ..
...........

في عصر اليوم الثالث .. وقبل انتهاء المدة أتانا من يبلغنا بأن
العشيرة تطلب الصلح وقد أرسلت وفداً لترتيب هــذا الأمر ..
جاء الوفد الذي كان مكونــاً من أكثر من عشرين إنســاناً ...
أغلبهم تعتلي فوق رؤوسهم تلك العمائم السوداء القبيحـــــة ونحن
نعلم في داخلنا أن هؤلاء موعودون بمبالغ محترمة ...نظير
استكمال الصلح ..

طـُرحت المشكلة باختصار .. مشاجرة بين طفلين .. خرج الدم
من أنف أحدهما .. هجوم بالرشاشات وإطلاق نار .. ثم اعتقال
أحدهم ... بعد مشاورات قليلة .. تم التوصل إلى حل وهو
تعويضنا ماديّــاً مقابل تنازلنا عن ولدهم المسجون ... بالطبع ليس
أمامنا إلا الموافقة .... وكان التعويض هو خمسة ملايين دينار عن
الهجوم و مليــــون دينار عن كل طلقة تم إطلاقها على منزلنا ..
وعشرة ملايين عن إخافة أهل البيت .. فكان المجموع 28 مليون
دينار .. وهو مايعادل (( 25ألف دولار )) ..

هنا جاء دور السادة الممثلون .. قام كبيرهم وطلب التنازل عن
جزء من التعويض لوجه الحسين فتم له ذلك ... ثم قام آخر لوجه
العباس ثم ثالث ثم رابع ...وهكذا ...ثم صفـّى المبلغ على ثمانية
ملايين ..((4آلاف دولار )) ..إلا أن انتهت تلك التمثيلية .....
التى راح ضحيتها العشيرة التى هاجمتنا ... نحن نعلم أن التنازل
إلى هذا المبلغ بعد قيمة التعويض الكبيرة الأولى سيكون له أثره
الجيـّد على جيوب هؤلاء السادة ..فهي غنيمة سهلة لم تكلفهم إلاّ ساعة من زمان ..
جعلوا موعدا لاستيفاء التعويض .. وإلى حين هذا الموعد أعطوا
والدي راية خضراء أسموها (( راية العباس )) ستبقى معه إلى
أن يستوفي التعويض كاملاً وتنتهي المشكلة ... لم يعلم والدي ان
لاستلام راية العباس طقوسا معينة عندهم ....أخذ الراية ووضعها
تحت السجادة ... وهنـــا .. ثارت مشكلة أخرى بسبب راية
العباس .. !!!!










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس