{ لوثـات شيعيـــّة /19/ راية العباس } صاح أحــد المعممّيــن (( ليش تسوي هيجي براية العباس )) ... فاستغرب والدي فهو قد وضعها فقط تحت الفراش ...!! هذي راية العباس ... لابد أن تحترمها ... وتحترم أبناء رسول الله اللي جايين ضيوف عندك .. كثر اللغط بين الحاضرين ..... فلم يكن والدي يعرف شيئاً عن راية العباس وعـن طقـوس تسليمها تدخل أحد الجيران واعتذر لهم عن والدي .. بأنه غشيم .. ثم أخبر والدي هامساً بأن راية العباس تـُرفع أثناء المصالحات مثل البيرق ... وتوضع فوق أعلى مكان في المنزل ... لتكون علامة للصلح ... ولا يتم إنزالها حتى تنتهي المشكلة ..... ومعنى أنك تضعها تحت الفراش ... أنك ترفض الصلح ولاتقبل بالوساطة ... ضحك والدي من ذلك ... وسحب راية العباس .. ثم أمر أحد إخواني الصغار بأن يحضر عصــا المكنسة ليقوم بشـد الرايــــة عليه ومن ثم رفعها فوق باب المنزل ...!!! كانت راية العباس عبارة عن خرقــة مستطيلة الشكل خضراء اللون ... ونسبتها ليست للعباس بن عبدالمطلب عم النبي ... وإنما للعباس بن علي بن أبي طالب والذي يلقبونه بــ (( قطيع الكفـّين )) .. كان والدي يريد العافية و (( فكاك شــرّ )) من هذه الشرذمة .. ذهب في اليوم التالي وتنازل عن بقية المبلغ ... ورفض رفضاً قاطعاً أن يأخذ فلساً واحداً من قيمة التعويض الذي حكم به السادة أهل العمائم ... (( هذا الشايب بخيت ))..(( بارك الله بيه )) .. (( ماعنده طمع مثل ربعنــا )) ..(( لوندري جينا بدون السادة )) كانت هذه عبارات الثناء والإطراء .. بينما معمّـمونا اقتسموا نصيبهم من النار في بطونهم .. نظير أحكام الجاهلية ... كانت والدتي قد نذرت نذراً بعد شفاء أخي... وهو أن تعمل (( عيش فاطمة )) في يوم العاشر من محرم من كل عام ... فكنا كلما اقترب الموعد نجهز لهذه المناسبة .... الهريس والأرز واللحم ... كانت هذه طبخة عاشوراء .... وللعلم فأن لكل يوم من أيام شهــر محرم طبخة خاصة .... ابتداءً من الأول من محرم وحتى العاشر منه ... فيومٌ للهريس ويومٌ للأرز ويومٌ للتشريب ويوم للقيمة .. وهي أكلة هندية معروفة ... لاأدري كيف ربطنـا فاطمة الزهراء ا بهذة الأكلات...!!!!! هذه هي وتيرة الحياة عندنا ... لانعرف من الدين إلاّ الطواف على القبور وفضائل الإمام علي ومقتل الحسين ... أما الأمور الفقهية والدنيوية .. فلانفقه فيها شيئاً .. وهي متروكة لأئمتنا السـّـادة ... يلعبون بنــا كيفما شاؤوا ... نعيــش كالأغنام بلا راعي ... بل والله إن الأغنام التي لاراعي لها أفضل حالاً منـّـا بكثيــر ..!!! لأننا نحن كالأغنــام التي رعاتهــا من الذئاب .....!!! ذئاب مفترســة لاتعرف إلا شفــط الأموال ليلاً ونهاراً ... وهذا هو هدفهم الذي يعيشون عليه .... يتعمدّون إشاعة الجهل بيننا ويستغلّون بساطتنا ..أفسدوا عقائدنا .. وعكسوا فطرتنا .. فنحن أمواتٌ .. أمواتٌ .. أموات ... .. قاتلهم الله .. وأراح أهلنا وعشائرنا من خبثهم ...!! والله لو أن شيعيـّا منصفاً استخدم عقله قليلا لأراح نفسه .. فإن الحق واضح ... ولكننا نتعامى ونتجاهل .. وضعنا عقولنا في صناديق مغلقة .. وإن بعض الأمور ننكرها بشدّة .. ولانستطيع إبداءها ... لأننا مباشرة سوف نـُـتـّهم بالكفر والمروق من الدين ... يقف في طريق عقولنـا شيئين ... الجرأة والخوف ... ونحن مستعدّين للتلقين دومــاً .. يغرسون فينا دومــاً كره السعودية وشعبهـا ..... فدائماً عندما نأتي على ذكرها نردّد هذه المقولــة على ألسنتنــا [ أرض طاهرة .. وقوم فاسقــون ] ... أستغفرك ربي وأتوب إليك .. عندما كَبُر أخي ذهب إلى إحدى الدول العربية .. وهناك تعرّف على الشباب من أهل السنة السلفيين ..من أهل العراق .... سبقوه للإقامة في ذلك البلد .. فارتبط بهم لأنه يحتاج مساعدتهم .. ولأنهم ينتمون إلى بلد واحد .. بعد فترة من الزمـــــن جاءني إتصال منه ... ووالله لقد هزني هــزّا .. وارتعدت كل قطعة لحم في جسدي ... يقول (( أخي ...