{ لوثـات شيعيـــّة /21/ الجهل بمعنى لاإله إلاّ الله }
انتظرت لدقائق ..فعاد الإتصال مرّة أخرى .... السلام عليكم ..لقد انقطع الخط
من عندي ..... وعليكم السلام .. أطلت عليك في القصة ..... لابأس أيـن
وصلنا ...
لقد كــان درسـاً في التوحيد ... وأخذ الشيخ يشرح معنى لاإله إلاّ الله .......
(( لا )) أداة نفـي ... وهي هنا تنفي كل مايأتي بعدهـــــا .........
(( إله )) هو كل مايعبده البشر ويتقربون إليه ويعتقدون فيه النفع والضر كالأصنــام
وقبور الصالحين والشمس والقمر والنار والصليب وبوذا وبقر الهندوس ........
إذن الإله هو الذي يقوم البشر بعبادته ......
الله عزوجــلّ إلــه .......... لأن البشر يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضـــرّ
بوذا إلـــــــــــــه .......... لأن هناك بشراً يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضر
الصليب إلــــــــه .......... لان هناك بشراً يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضرّ
القبور آلهــــــــه .......... لأن هناك بشراً يعبدونها ويعتقدون أنها تنفع وتضرّ
البقر عند الهندوس... الشمس أيضا عند بعض الناس إلــه... القمر كذلك..النار
... النجوم ..الاصنام .. الأحجار ... الأشجار .. قبور الصالحين ...
الحسين في كربلاء .. عليّ في النجف .. البدوي في مصر .. الرفاعي ..الدسوقي
قبر أبو حنيفة ........ وهكذا ..
والله الذي لاإله إلاّ هو ياأخي ...... كنت أستمع وكلمات الشيخ الوهابّي تنفذ داخل قلبي
كالسهـــام ..لأن عقلي يراجع كلامه .. ولم أجد عليه خطأ ولا ممسكاً ... فكل كلامه
وشرحه منطقي يتوافق مع العقل والفطرة ...
ثم أكمل الشيخ شرحــه ...
(( إلاّ )) أداة استثناء ...... نفى الله عز وجــل كل هذه المعبودات واستثنى
معبوداً واحداً فقط ... ماهو أيهــا الشباب .....
(( الله )) هذا هو المعبود الذي يستحق العبادة ....استثنى الله نفسه .....
كثيرون يتلفظون بهذه الكلمة من المسلمين دون معرفة معناها ....مع أنهم مؤمنين بها ..
ولكن معرفة معناها واجبة ...فأنت أيها المسلم عندما تتلفظ بهذه الكلمة .. يعنى أنـــك
ترفض كل شيء يعبده البشر لانه غير مستحق للعبادة ... وتعبد الله الذي في السماء لأنه
وحده الذي يستحق أن تعبده ...
ظللت متسمرّا في مكاني أتابع بشغف كلام هذا الوهابي حتى انتهى الدرس ... ووالله ثم والله
لقد دخلت المسجد إنساناً ... وخرجت إنساناً آخر ...لقد تغيّــرت حياتي كلها في تلك
الدقائق المباركة ...... لقــــد كنتُ كافـــراً فأسلمـــت ......
هل تسمعني ياأخي ...؟؟ .... أجاب بصوت ضعيف ومتأثر ... نعم ..نعم ..
الآن عرفت فقط اللذه التي كنت تحدثني عنها .. ولايستطيع أحد وصفها .........
إنهـــا لـذة العبودية لله ....أن تستشعــر أنك عبداً لله فقط ...
علمت بعد ذلك أن الدرس أسبوعي ... فحرصت على حضوره بعد ذلك ... وعرفت أن
الدرس كان من كتاب (( التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )) للشيخ الذي كنـاّ لانطيقه
أبداً .... إنه (( محمد بن عبد الوهاب )) ... رأس الوهابية ..
أخي الحبيب ... كيف ننقذ أهلنا في العراق .. وهم يعيشون على بعد نصف كيلومتر من
مرقد علي بن أبي طالب ...حيث الشرك والكفر والنذور والشياطين من أهل العمائم ...
لن يهدأ لي بال ولن أرتاح أبدا ... حتى يخرج أهلي من هذا النفق المظلم ... إن ذلك
الآن هو هدفي الوحيد في الحياة ....
الآن عرفت فقط لماذا كان الصحابة يتعرضون للتعذيب والقتل والجفاء من الأهل والأقارب وقد
ضحـوا بالغالي والنفيس .. وبذلوا مهجهم وأموالهم وأولادهم في سبيل هذا الدين .. بل
وراضين كلّ الرضــا .. إنها لذة العبودية للّه .... التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية
(( لو علــم الملوك وأبناء الملوك مانحــن فيه من اللذة .. لجالدونا عليه بالسيوف ))
الله أكبر .. ماأجمل التوحيد .. وماألذه ..
بعد ذلك بأشهر قليلة قــرّر أخي الذهاب إلى أوروبا ..كما هي حال الكثيرين من طالبي
اللجــوء ممّن يسعون لتحسين وضعهم المعيشي ..ولكنه قبل ذلك أخبرني بأنه سوف يعود
إلى العراق ليجلس مع الأهـــل فترة من الزمن لأن الدنيا حياة وممات وقد لايراهم بعد ذلك ...
إنه يريد العودة لوداعهم ....
خلال يومين تجهّــز للسفر وتم ترتيب كل شيء .. ثم عاد إلى العراق فلمــا وصل إلى بغداد ..
تلك المدينة الجميلة الساحرة ...كان الوقت عصــراً ..ركب التاكسي متوجهاً جنوباً إلى النجف
... معقل الشرك والمشركين ... فلم يكــد يسير التاكسي قليلاً ..جال بنظره في السيّارة
ثم صاح في صاحب التاكسي... وقف ..وقف لوسمحت ...أوقف ... رجّعني إلى مكاني
ليش .. ليش... شنو شنو صاير ..؟؟