{ لوثـات شيعيـــّة /23/ السيـّد أبو قِشـّة }
كان طبيب العيون يحمل الماجستير في النصب والإحتيال والدجل ...... وكانت عيادته عبارة عن بيت طيني
في إحدى مناطق العشائر .... يستمد قوته من جهل أبناء المنطقة وضعف تعليمهم الديني والدنيوي .....
هذه هي البيئة المناسبة والأرض الخصبة لإستحلاب جيوب الفقراء الشيعة المساكين ..
كان طبيب العيون هذا لايلبس لبس الأطباء المعروف ولا يضع السمّاعات على أذنيه ...ولا يجلس خلف مكتب أنيق
وإنما يفترش سجـّادة عربية في إحدى الزوايا .. يلبس عمامة سوداء مثل وجهه .. ويتصنـّع ابتسامة باهتـــــة
وأمامه صندوق العدة الخشبي ... يساعده أحد أبناءه من صغار الشياطين ... الذي سيكبر فيما بعد ليصبــح
شيطاناً كبيراً ... يرث من أبيه فنون الدجل والشعوذة ..!!
يقترب المريض من هذا الطبيب المزيـّف الذي يمسك بيده عوداً أشبــه بعود المكحلة الذي تكحل به العيون ... ثم
يأمر المريض بأن يفتح إحدى عينيه .. يمرر العود في العين كأنه يكحلها عدّة مرّات .. وبعد ذلك ......
(( مبروك .. لقد شـُفيت )) ..!! ..انظر إلى كميـّة القاذورات والأوساخ التى أخرجناها من عينـك
...!! ... يظن هؤلاء الناس أن القذى والقش والتراب الذي يصيب العيون .. لايخرج أبـــداً منها ..
وإنما يتجمع تحت الأجفان لعدة سنوات ...!!
يأتون لهذا المعمّــم الكذاب ليخرجها لهم .. وبطريقة احترافية وتمــرّس كبير في النصب والإحتيال ... يُخفي
العود الذي دَلَك به عيونهم ليُـخرج لهم عوداً آخـــر من تحت الوسادة ... مليئاً بالقذى والشعر والتراب ....
و... (( شوف... كل هالوصاخة جانت بعيونك )) ..
يقتنع هذا المسكين فيخرج من جيبه المبلغ المتفق عليه إلى (( السيـّد أبو قِشـّة ))والذي اشتهر بهذا اللقب لإخراجه
القش من عيون المرضـــى ...!!
ضحكت والدتي من هذه السخافة ورفضت العلاج ثم أمرت ابن اختها بالعودة إلى المنزل ...(( ليش خالة ؟؟))
قالت له الوالدة(( ياخالي إنت مجنون صاحي ؟!)) .. المبلغ اللي راح نعطيه لهذا النصاب .......
أتعالج فيه عنــد أحسن طبيب عيون في مدينة الطب في بغداد ..!!!
(( لازال سيـّد أبو قِشـّة يمارس هوايته الطبية بالنصب والإحتيال حتى لحظة كتابة هذا المقال )) ......
اقتربت أيام شهر محــّرم .. وبدأ الناس بالتحضير والإستعداد لطقوس البكاء والنواح على الحسين ... كل يــوم
شيء جديد وبدعة جديدة .... وقصة المقتل تختلف في تفاصيلها من حسينية إلى أخرى ....وكل خطيب يحـاول
التأثير على الجمهور باختلاق بعض القصص المهيجـة .. مع تصنع العبرة وبلع الريق زيادة في التأثير ..!!
من السخافات التي سمعتها.. أن طفلة من بنات الحسين عمرها سنتين .. هربت على وجهها في الصحراء ... بعد أن
حرق الأعداء خيمتها ..ووجدتها زينب أخت الحسين بعد يومين ...والأعجب أن المحيطين بالخيمة أربعة آلاف جندي
من الأعداء ..!!
لاتقتصر الطقوس على الحسينيات .. وإنما في البيوت أيضاً .. تجتمع العائلات ويتفقون فيما بينهم على أن كل ليلة
من ليالي العشر الأُول من محرم يجتمعون في بيت أحدهم ......وهكذا دورياّ ...... حتى ليلة العاشر والتي
تسمــــى .. (( ليلة الطـّبـِق )) .. أو (( الحِي )) حيث يسهرون فيها إلى الصباح .... يعللّون
الحسين وأصحابه ..أما سبب تسميتها بالطّبِق فلإطباق الأعداء على الحسين وأما الحِـي فلأنهم يحيونها بالسهر واللطم إلى
الصباح .....