عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-23, 12:46 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,898 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 18
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو روميساء المنتدى : بيت القصـص والعبـــــــر
افتراضي

{ لوثـات شيعيـــّة /24/ الفــــداء }

اجتمعنا تلك الليلة في بيت عمي .. حيث كان الدور عليهم في هذه الليلة .. وقد بدؤوا بالتحضير لذلك منذ الصبـــاح
أطعمة خفيفة و ..(( حب ونخي وباجلا ومكسرات)).. تتناولها النساء عنـــد الإستراحـــة مابين كل دورة مــن
دورات اللطم المستمــرّة إلى طلوع الفجـــر ...!!

الحقيقة أن غالبية النساء يشعـُرن بالضيق والملل من الحياة اليومية .. فكـنّ ينتظرن مثل هذه المناسبات للوناسة وكسـر
الروتين اليومي .. دورة من اللطم لمدة ربع ساعة تقريباً وكل واحدة تلقي بعض الكلمات السجعية .. وقد لاتتعلـــق
هذه الكلمات بكربلاء والحسين.. وإنما تشكو فيه بعض لواعج الفراق .. أو الشوق للقاء حبيب أو حتى العشـــــق
أحياناً ...لازلت أحفظ بعض الشعر العاطفي البعيد كل البعد عن مأساة كربلاء ....!!!
إمشونا نروح المشهد ... إمشونا نروح المشهد ...
على الولِــف نتنشــد ... على الولِـف نتنشــد ...
يبدأ اللطم خفيفا في البداية على وقع هذه الكلمات ليرتفع ويزداد شدّة شيئاً فشيئاً ثم يصبح عنيفاً جداًّ وهستيريـًّا في النهاية .. والأطفال الصغار يقفزون حول حلقة اللطم في براءة .. فلا تسمع إلاّ صوت (( حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ ))
... وعندما تتعب اليدين والرجلين من الحركة والقفز الجنوني ... تتساقط النساء
من التعب فتأخذ كل منهن زاوية ... ثم تـُدار عليهن كؤوس الشاي والحب الشمسي .. ثم الضحك و الفرفشة .... والحش والنميمة .. وكيفية لطم فلانة .. وهل رأيتم علاّنــة وهي تقفز ..!!

وبعد استراحــة قصيرة .. أو عند الشعــور بالرغبة في اللطم مــرّة أخــرى .. يـُـعاد السيناريو نفســه مــرّة أخرى وهكذا إلى الصبــاح .. طوال أيــّام محرّم إلى أن تأتي ليلة العاشر .. حيث العجائب والغرائب والإختلاط وكــــل طقوس الكفر والفجور والخرافات ... وحيث يمارس سود العمائم والقلوب فنون النصب والإحتيال لشفط جيوب هــــؤلاء الأغبيـــاء .. كان لطمـاً بل حـُــزن ولا دموع ولا كربلاء ولاهم يحزنون .. كنـّا نعاني من الفراغ الروحي وانعدام الإيمان وسيطـــرة الشياطين على القلوب الخاوية ....... إن لحظة من الخلوة مع الله سبحانه وتعالى والبكاء من خشيته والإلتجـــاء إليه كفيلة بإعادة الحياة إلى هذه القلوب الميّتـــة ...!!


في أحد الأيّام قبل إسلامنا أو اعتناقنا الوهابية كما يلمزوننا بذلك رافقت والدتي إلى إحدى الحسينيات .. كانت والدتي تحمل بين يديها أحد إخواني الصغار والذي لم يكمل السنتين ..في وسط الحسينية وأمام الباب مباشرة على مسافــة ثلاثة أمتـــار في القسم المخصص للرجال ..علماً بأنه لاحرج في دخول وخروج النساء إليه أبداً .. ولم أرى أحداً يمنع ذلك .. إنما المسألة تنظيمية فقط .. وعدم الدخول يكون بدافع شخصي ..

وقف أحد هؤلاء الدجالين سادة جهنم .. وهو يحمــــل سكينــاً ... وبجانبه منضدة فوقهــا طبق كبير مليء بالدنانير ... وهو يصيح (( إفدوا الحسين .. إفــــــدوا أبي عبدالله )) ..
كان هناك صف طويل من عشرات النساء يحملن أولادهن الرّضع ينتظرن الدور .. وقفت والدتي في آخر الطابور .... وبعد فترة حان دورها لفداء الحسين .. فماذا كان يفعل هذا المعمّم ..؟؟

تقدمت والدتي إليه فأمرها بأن تضع خمسة دنانير في الطبق الكبير .. وبعد أن تأكد من أنها وضعت المبلغ المطلوب .. أخذ الولــد الصغيـــر من بين يديها ووضعه فوق الطاولة ثم أخذ يتمتم بكلمات مفهومة وغير مفهومة أحيانـــاًَ وهـــو يمــرّر السكين فوق رقبة الصغير الذي كان يبكي وكأنه يقوم بذبحه ..!!
مرّر السكيـــن عدة مرات ثم أرجعه إلى والدتي وانتهت المهمـّة ...ثم تناول طفلاً آخر وثالث ورابع .. وهكذا إلى أن ظهر الفجــرُ ولاح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ......لقد شفط هذا الخبيث خمسة دنانير جميلة كان بالإمكان أن نشتري بها عشرين كيلو زلابية أو عشرين كيلو حلاو علاّجي المشهور...!!

في خارج الحسينية كان التسكّع واللقاءات المشبوهة خاصة بين فئات الشباب والمراهقين مالايستطيع أحــدٌ إنكاره ..وكان جُــلَّ اهتمامهم منصبٌ على قصة المصرع ..فلا شيء أهم من التأثير على هؤلاء العوام .. إنه الموسم الرئيسي لجمـــع الغلاّت فهو لن يتكرّر إلاّ مــرّة واحدة في العام ... ولتذهب الأخلاق والفضائل إلى الجحيم ..!!










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس