{ لوثــات شيعيـة /33/ الإبتـــزاز }
بعــــد يوم واحــد فقط من عودة ثامــر إلى مدينـــة الناصريـــة ... وردت إلينــا
الأخبار بأنــه لم يصل إلى منزلـــه .. وأن أهلـــه يبحثــون عنه ... هنا استيقنــّا
أنه قــد يكون تم القبض عليه وأنه لم يخــرج من مدينــة النجف ......!! أخـذنا
بالبحث هنــا وهناك علّنــا نتوصل إلى خيط يقودنــا إليه ..... ومع شـدّة الخوف
والتجوّل في تلك المدينــة بيأس .. فقدنــا كل أمل بالعثـــور عليه ولكن رحمة الله
أوســـع والأمـــل بالله لم ينقطــع ....
فجــأة ودون سابق إنــذار .. طرقٌ شديــد على البـــاب ... هرعنا جميعاً لنستطلـع
الخبـر لعل شيئاً استجـدّّ أو خبرا جديداً قد وصل .. كــــان الطارق هو أحد جيراننا
الذين يسكنون فــي آخر الشــارع ... وإمارات الذهول باديــة على وجهه ....وكان
يصــرخ ويقـــــول (( إطلعوا من البيــــــت ))..(( لاتباتــون الليلة هنـــاه ))..
(( راح تصيـــرعليكم كارثة )) ....!!! استفسر منه والدي (( شني القضيّة ))
.. (( شنو الخبر )) .....؟؟؟ قال : (( سيهدمون البيت عليكم )) .. لأن الرجل
اللي كان بايت عدكم البارحـــــــة ... هو الذي قتل الصـــدر ..!!!
صُعقنــا جميعــاً ..!! كيف يكون ذلك والولد نعرفه حق المعرفة ..!! بل إنه لايعرف
إن كان الصـدر من سكّــان النجف أو غيره ......!! عرفنــا أن هذه تهمــه جاهزة
ودائمــاً ماتحصل من قبل أجهزة الأمن للتبلّي على النــاس ......والغاية هي إبتـزاز
المتهم للحصول على ألـوف الدولارات .. !!!!!!مــن أين عرفت ذلك ..؟؟ فقال عن
طريق ابن أختي الذي يعمل في الشرطــة ... ولـو ماإنتم جيران إلنا ونعرفكم زين فلا
بلغناكم .......ثم أخـــذ يُـلح علينــا بمغادرة المنزل قبل حضور الأمــن وأخاف بعدين
(( ماتترقــع )) ..!!
رفض والدي أن نغــادر المنزل .. فنحن لم نعمل شيئاً كما أن الولد ثامر مظلوم ..ثم
إن الهروب سيجعل من التهمة الكيديّة حقيقــة .. قد نخسر معها أشياء كثيرة ....
أخذ والدي يبحث عن المعارف والواسطات للتوصل إلى ثامر وثم حل هذه المشكلة حتى
لو كلف الأمر أن نبيع المنزل ...!! وفي المقابل كنــّا نجلس في المنزل على أشــدّ من
الجمر من الخوف و الرعب فيما لو حضر الأمن و نتكهّن ماذا سيفعلون ..؟؟ وماذا
ستكون ردة الفعل ..؟؟ إنــه الإنتظـــــــار الطويــــــل الممــــــــل .. ودعــاء من
يجيب المضطر إذا دعاه .. وطلب الفرج منه وحده لاسواه ..
فيما نساء جيراننا الشيعيّات يحثثن والدتي على النذر للعباس وطلب الحسين ... من
أجل دفـــــع هذا الضرر .. والوالدة حفظها الله غير آبهــة بتلك الخرافات التي لاتسمن
ولا تغني من جوع ..
إسبوعا كاملاً قــد مرّ علينــا وكأنه سبعٌ من سنين يوسف
.... لم نهنأ
فيها بالنوم ولا الراحة .. وكل ما اشرق صباح أو أمسى مساء ننتظر حضور الأمن
ولكن .... الحمدلله لم يحضــر أحــد .. ويزداد يقيننا بأن التهمة كيديّة ..... وأن
الفرج قريــب ..
بادرة أمــل لمعت في الأفق .... حيث توصلنــا إلى من يعرف رئيسة الإتحاد العام
لنساء النجــف إنها إمرأة .. ومن اللائق أن تذهب إليها والدتي بدلاً من الوالــد ..
لأن النساء يفهمن بعضهــــن في مثل هذه الأمور أكثر من الرجال ..
ذهب الوالدان إلى منزلهــا بصحبة من أوصلنا إلى معرفتها .. وبعد أن قابلتها الوالدة
.. خرجت إليهم وقالت بانها ستبحث ثم ترد لنا الخبر بعــد أن تنظر في الموضوع ..
بعــد يومين جاء الخبر منها بأنها قد توصلّت إليه وأنه حي يرزق وأنها تستطيــع
المساعدة ...... ولكن اشترطت شرطا غريبــــــاً جــــداًّ ...