{ لوثـــات شيعيــّة /39/ القادمــون الجدد }
تساقطت الصواريخ والقذائف من كل جهة .. وتم اعتقال الكثيرين الذين لم ينفعهم الحسين
ولم ينقذهم .. وهم الذين كانوا يعتقدون أن المهدي المنتظر يحضر بنفسه ويحارب معهـم ..
لقد تخلى عنهم في أحرج اللحظات وفي أحوج مايكونون إليه .!!!!!
بعد الحرب الأخيرة على العراق .. تغيّرت وجوه الشيعة علينا .. حتى جيراننا الذين كنا
نخالطهم .. ونعيش في وسطهم .. ولأول مرة بدأنا نسمع كلمة (( وهابي )) علنــاً ......
وكانوا يطلقونها على سبيل التعيير والإشمئزاز لأول مرة ..
كانت هذه الكلمة تطلق على كل منتسب لأهل السنّة و .. كل من لايرضى بالإحتلال الأمريكي
و .. كل من يلبس (( الشماغ الأحمر )) ...!!!
ورويداً رويداً ... أخذت الأوضاع تزداد سوءًا .. ونظرة العـــداء تزداد حدّة .. وأخذنا
نرى أشكالاً جديدة من العداوة والتحرش العلني ... تسير في السوق فتسمع صوتاً يناديك
ياوهّابي ... وعندما تلتفت تجد مجموعة من السفهاء يتضاحكون ..!!!
نلتقي مع جيراننا الشيعة الذين خالطناهم وعشنا بينهم منذ سنوات ... فيتهامسون فيما بينهم
(( ترى هذولا وهابية )) .. !!!! وكانوا يتعمدون شتم السعودية وحكامها أمامنا ..... وكأننا
سعوديون ... وهم يعلمون أننا عراقيّون نحمل الجنسية العثمانية ...!!!
ولكن لأن السعودية تمثل الكيان السنّي في العالم الإسلامي ... ولأنها تقف سـدّاً منيعاً في
وجه (( الرّيح الخمينية الصفراء )) .. كانوا يفرغون كل طاقتهم من الحقد في شتمهــــا
وشتم حكامها وأهلها .. وكانوا يصفونها بانها (( أرض طاهرة وأهلها فاسقون )) وهــــو
تشويه متعمّد يغذيه كبار سفهائهم من أهل العمائم ...
ومع أنهم فرحين بسقوط العراق أشدّ الفرح ... إلاّ أنهم إذا أرادوا الإنتقاص من السعودية
نسبوا هذا السقوط إليها ... فكناّ نستغرب من هذا التفكير المزدوج .. ونتسائل .. إذا كنتم
راضين عن سقوط العراق فالمفترض أن تقبلّوا رؤوس السعوديين أن خلصوكم كما تدّعون !!!
..... وإذا كنتم تعتقدون أن السقوط مؤامرة ضد العراق ... فالمفترض أنكم لاتفرحون بهذه
المؤامرة وليصدر مراجعكم فتاويهم بمحاربة الأمريكان ...!!!
وكلا الأمرين لم تفعلوه .. فبأي حكم تسيرون ؟ وبأي منطق تتمسكون ؟ وباي دينٍ تدينون ؟!!
كنّا نعمل خلال هذه الأيام على الخروج من هذه القرية الظالم أهلها .. إنها (( النجف )) ...
بلــــد الشّرك والمشركين .. وأيّ ظلم أعظم من الشرك بالله والطواف على القبور .. قال
تعالى :
(( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (14) ))
سورة لقمان الآية14
بعد السماح للإيرانيين بدخول العراق وذلك بعد منع استمر أكثر من 25 عاماً .. تحولت المدينة
وكأنها مدينة إيرانية من كثرة القادمين إليها وأصبحنا نرى تخاطب الناس باللغة الفارسية إلى
جانب اللغة العربية في الاسواق بسبب الزوّار الشيعة ..
وبسبب هؤلاء القادمون الجدد حدث أمرٌ جديــــد .....!!!!!!!!!!!!!!