(23)
قال الشيخ رحمه الله :
( فغلاتهم يجعلون ذلك مطلقاً عاماً فيحتجون بالقدر في كل مايخالفون به الشريعة وقول هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى وهو من جنس قول المشركين .... )
( 121)
الشرح :
هذه العبارة يستعملها المصنف في كثير من تراتيبه لأحكام المقالات فربما قال عن مقالة ما أنها ( شر من قول اليهود والنصارى )
وهذا لا يلزم منه في موارد وكلام المصنف وتنوع المواضع بمعنى -ليس الحكم على هذا السياق وحده -
وإنما مثل هذا السياق إذا ورد عند المصنف في موارد من المعاني المختلفة والمتنوعة لايراد به التسوية أو التفضيل المطلق وإنما يريد من وجه من الوجوه .
لإن في دين أهل الكتاب من البقية التي تلك الفلسفات قد خالفتها .
وأصل تلك المعاني التي يشير إلى فسادها هي من الفلسفات الضالة التي دخلت على تاريخ المسلمين
وهي ليست من مادة نظر علمائهم
أو حتى نظارهم أو حتى متكلميهم .
ولهذا كان عامة متكلمة المسلمين ينكرون ذلك كما ذكر الغزالي وغيره ممن بين فساد الفلسفة ورد عليها كما في كتابه ( تهافت الفلاسفة )
وهذا ما قاله فيمادون تلك من الحقائق العقلية فضلا عما يذكره المصنف هنا من الأمور المتعلقة بضلالات قوم فوق ذلك .