عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-24, 04:00 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 748 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.61 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 5
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

إن بر الوالدين من أهم المهمات، وأعظم القربات، وأجلِّ الطاعات، وأوجب الواجبات، وأما عقوقهما، فإنه من أكبر الكبائر، وأقبح الجرائم، وأبشع وأخطر المهلكات؛ فتعالَوا معنا نقف مع هذه الوقفات الخمس:

أولًا: أهمية بر الوالدين؛ ومما يدل على ذلك:

1- ما نجده في آيات كثيرة أن الله تعالى قد قَرَنَ بين عبادته والإحسان إليهما؛ كما قال تعالى: ï´؟ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ï´¾ [النساء: 36]، ï´؟ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ï´¾ [الأنعام: 151]، ï´؟ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ï´¾ [الإسراء: 23].



2- وأخذ الله تعالى الميثاق على بني إسرائيل؛ فهو ليس مختصًّا بهذه الأمة؛ كما قال الله تعالى: ï´؟ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ï´¾ [البقرة: 83]، وكان من صفات الأنبياء عليهم السلام أنهم يبرون والديهم؛ كما قال تعالى عن يحيى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ï´؟ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ï´¾ [مريم: 14]، وقال تعالى عن عيسى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ï´؟ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ï´¾ [مريم: 32].



3- وقرن الله تعالى شكره بشكرهما؛ كما قال تعالى: ï´؟ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ï´¾ [لقمان: 14]، ورُوي عن ابن عباس: "فمن شكر الله، ولم يشكر الوالدين، لم يُقبَل منه".



4- وبر الوالدين والإحسان إليهما هو وصية الله تعالى لأهل الإيمان، بل لجميع جنس الإنسان؛ كما قال تعالى: ï´؟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ï´¾ [العنكبوت: 8]، وقال تعالى: ï´؟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ï´¾ [لقمان: 14]، وقال تعالى: ï´؟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ï´¾ [الأحقاف: 15].



5- ولعِظَمِ برِّ الوالدين والإحسان إليهما؛ فإنه مقدَّم على الجهاد في سبيل الله؛ كما في صحيح مسلم: ((أن رجلًا جاء إلى النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يستأذنه في الجهاد فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهِدْ)).



6- ولعظم برهما؛ فقد أمر الله تعالى ببرهما حتى ولو كانا كافرَيْنِ؛ كما قال الله تعالى: ï´؟ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ï´¾ [لقمان: 15].



7- ولعظم حقهما؛ فإن الولد وماله لأبيه؛ فعن جابر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يحتاج مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك))؛ نقل الشوكاني رحمه الله القول عن العلماء: "إن اللام في الحديث لام الإباحة لا لام التمليك، فإن مال الولد له وزكاته عليه، وهو موروث عنه، والمقصود منه أنه يجوز له الأكل منه، سواء أذِن الولد، أو لم يأذن، ويجوز له أيضًا أن يتصرف به كما يتصرف بماله، ما دام محتاجًا، ولم يكن ذلك على وجه السَّرَفِ والسَّفَهِ".



8- ولعظم حقهما؛ فإنهما أحق الناس بالصحبة؛ فعن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: ((جاء رجل إلى رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فقال: يا رسول الله، مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك)).



9- ولعظم برهما؛ فإنه لا يتوقف حتى بعد موتهما؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أسيد الساعدي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، قال: ((قال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هل بقِيَ من برِّ أبويَّ شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما))، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا أن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: ((إن أبر البر أن يَصِلَ الرجل ودَّ أبيه)).



10- ولعظم برهما؛ تأمل كيف قص الله تعالى معاناتهما؛ ولذلك فإن الولد لن يستطيع مكافأة الوالدين مهما عمل؛ كما قال الله تعالى: ï´؟ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن ï´¾ [لقمان: 14]، وقال تعالى: ï´؟ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ï´¾ [الأحقاف: 15]، وكذلك الوالد، فكم تعِب، وكدَّ، وسهِر، وسافر، وعمِل من أجل أن يأكل أولاده أحسن الطعام، ويلبسوا أحسن الثياب؛ ولهذا قال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن الولد: ((الولد مَحْزَنَةٌ، مَجْبَنَةٌ، مَجْهَلَةٌ، مَبْخَلَةٌ))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، والطبراني، وهذا لفظه]؛ ومعنى مجبنة: أي: سبب لجعل هذا الأب يجبن عن كثير من الأمور كالجهاد، يتخوف لِما له من الأولاد، ومعنى مبخلة: أي: يبخل من أجل الأولاد، ومعنى مجهلة: لكونه يحمل على ترك الرحلة في طلب العلم، والجد في تحصيله؛ لاهتمامه بتحصيل المال لأولاده، ومعنى محزنة: لأنه يحمل أبويه على كثرة الحزن؛ لكونه إن مرِض حزِنا، وإن طلب شيئًا لا قدرة لهما عليه، حزنا.



وهذا الحديث وإن كان في ذم الاشتغال بالولد، ولكنه يبين مشاعر الأب التي لا يعرفها إلا من كان له أولاد؛ فمهما عمِل الولد من عملٍ، فلن يستطيع مكافأة والديه، إلا في حالة واحدة؛ وهي ليست موجودة؛ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ((لا يَجْزِي ولد والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه))؛ ولذلك اهتم السلف وعظموا حق الوالدين أيما تعظيم واهتمام:

• فهذا حيوة بن شُريح كان يقعد في حلقته يعلم الناس، فتقول له أمه: قم يا حيوة، فألْقِ الشعير للدجاج، فيترك حلقته، ويذهب لفعل ما أمرته أمه به.



• وقد بلغ من بر الفضل بن يحيى بأبيه أنهما كانا في السجن، وكان يحيى لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فمنعهما السجَّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فلما نام يحيى، قام الفضل إلى وعاء وملأه ماءً، ثم أدناه من المصباح، ولم يزل قائمًا والوعاء في يده حتى أصبح.



منقول من شبكة الألوكة










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح


https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس