عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-24, 08:23 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,898 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 18
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو روميساء المنتدى : بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق
افتراضي

الحلقة الرابعة عشر

كنا في درس نتكلم فیھ ونتعلم فیھ عن الإمامة والإیمان بھا وشروط
تحقیقھا ، وكان الدرس عن باب الإیمان بالإمامة على مطلقھ ، ولكننا
قلبنا الدرس عن شروط الإمامة .

دخل علینا شیخ في الدرس ، وقال لشیخنا الطھراني أن السید
التبریزي موجود في الحوزة ویرید یل أن تقي بالطلبة ..

أخذنا أنفسنا بشوق ولھف ة وذھبنا إلى مجمع صغیر داخل الحوزة
مكشوف الجوانب مغطى الرأس ، ووقفنا انتظاراً لطلة آیة االله التبریزي
، فجاء وكأن الھیبة تتساقط من أكمامھ العریضة ..

فسلم ورددنا السلام وجلس وجلسنا وطمنا على السید المعظم آیة
االله السیستاني ، وقال إنھ بصحة طیبة وعافیة بفضل االله تعالى ثم دعاء
المسلمین لھ .

فقام یشكرنا ویشجعنا على طلب العلم لاسیما علم آل البیت - علیھم
السلام - ففیھ الشفاء من كل معضلة ، وفیھ الخلاص من كل منكسة ،
فقال روایات تفید بفرضیة حب آل البیت والإیمان بھم وبإمامتھم ، ثم
بدأت الأسئلة ، فكانت الأیدي كثیرة فرفعوا ورفعت یدي ، فكلما جاء
دوري أخذه آخر ..

فانتھت الحصة الاستفساریة فندمت ، فذھبت لشیخي الطھراني
وقلت لھ أسألك بحب الزھراء أن تكلمھ لكي یسمع مني سؤالي ..

شیخي الطھراني یعرف أني سؤول مشاكس ، فقال یا بني ، سیدنا في
عجلة فقلت لھ ربي یوفقك تخلیني اكلمھ ..

حصلت الفرصة فسلمت علیھ وقبلت جبینھ العرقان ، فقلت لھ بلھفة
العطشان سیدنا وقدوتنا وإمامنا الحجة ، ھل لي أن اسأل سؤال عن
إشكالیة بسیطة إن شاء االله ؟

قال : تفضل .
قلت : الأئمة - علیھم السلام - تعرضوا لأشد أنواع الظلم والتنكیل
وعاشوا حیاة مریرة حزینة ، وقتلوا وتسمموا وطعن فیھم واحدث القوم
فیھم الشيء الكبیر ، فھل تزید حسناتھم على صبرھم وھل ترتفع
درجاتھم على تحملھم وإیمانھم بأنھا المقادیر الإلھیة ؟

صمت السید التبریزي صمت العلماء الكبار والوقار یتساقط من وجنتیھ
، فقال : یا بني ، كل أمر خیر یفعلھ البشر ھم مأجورین علیھ ..

قلت : یا سیدنا ، لا أرید البشر ولكني أرید الأئمة - علیھم السلام -
قال : أكید ھم مأجورین على صبرھم .
قلت : وماذا ینفعھم الأجر الزائد ھذا ونحن نعلم أنھم في أعلى منازل
الجنان یوم القیامة حتى قبل میلادھم ونبوة محمد صلوات ربي علیھ
وآلھ لھم .

قال یا: بني ، ھذه مشیئة االله تعالى بان یكونوا على ھذه الحیاة الصعبة
؛ لكي تكون لھم الحجة بعد خروج القائم - علیھ السلام .
قلت : یا سیدنا ، ھل ھو اختبار وامتحان من االله تعالى لھم ؟
قال : وبما یختبرھ ؟ م
قلت : یختبر صبرھم وإیمانھم .
قال : ھل جننت !!؟ االله تعالى طھرھم من الخطایا مثلما طھر وغفر
لجدھم - صلى االله علیھ وآلھ - ما تقدم من ذنبھ وما تأخر ، وھم نفس
النبي - صلى االله علیھ وآلھ .

قلت : ولم یحدث لھم ھذا الظلم ، ولماذا یصبرون علیھ وماذا یستفیدون
من صبرھم ؟
قال : كل ھذا زیادة في أجرھم .
قلت : الزیادة یا سیدنا توحي على مركز أكبر مما ھم فیھ ، فانا لما
أزیدك فانا أھیئ لك مكان ة اكبر مما أنت علیھا ، ولكن لماذا یزدادون
أجراً وھم في الآخرة بأعلى المنازل حتى قبل أن یولدون ؟

قال : سؤالك غیر مفھوم ولا ادري ماذا ترید ..

تكلم الشیخ الطھراني وقال : یا سیدنا ھذا الولد كثیر الأسئلة ودائما
یقتبس علم الكلام والفلاسفة في استنتاجاتھ ..
ما قدرت أرد على شیخي الطھراني ...

فقلت : یا سیدنا التبریزي ، إن االله تعالى أراد أن یعلي ویرفع قدرھم
بھذا الصبر ، فكانوا خیر ناجحین باختبار وامتحان االله تعالى لھم .
وعندھا أنا اعلم أن الإمام إنما ھو بشر یقتبس الأجر من الدنیا مثلھ مثل
غیره من البشر ..
فالمقادیر الإلھیة والمشیئة في الحوادث والأحداث لیست عبط ولیست
مشیئة عشوائیة ، ولكنھا رحمة من االله للعباد لكي یرفع درجات ھم
ویختبر إیمانھم .

النبي - صلى االله علیھ وآلھ - یصبر على الظلم لیس لكي یفوز بالجنة
فقط ، ولكن لكي یكون عبدا شكورا لربھ كما جاء في الروایة .
ولو أن لھ الدرجة العلیا إن شاء االله ، ولكنھ یرید أن یبین للناس أن شكر
النعم واجب علیھ وعلى أمتھ ..

الأئمة أكرمھم االله تعالى ب ط نأ ھرھم من خطایاھم لیس لمرة واحدة ،
ولكن دلیل على أنھم یخطئون ویتوبون ، فاالله تعالى أراد أن تكون لھم
الدنیا صعبة لكي لا یعذبھم في الآخرة ویأتونھ مطھرین بسبب صبرھم
..

ھذا ما استنتجھ من الحیاة الصعبة التي مرت علیھم ولماذا أرادھا االله
لھم ..
فلو كانوا لا یخطئون من ولادتھم لما احتاج االله تعالى أن یطھرھم
بالحوادث التي مرت بھم ویزید أجرھم واكتفى فقط بان یعیشوا ویعلموا
الناس العلم والدین ..

ولكنھم ظُلموا وقُتلوا ونكل فیھم ، وھذه لا تحدث إلا لمن یحبھ االله تعالى
أو یرید أن یعذبھ ونحن نؤمن أن االله تعالى یحبھم ، لذلك أراد أن
ینظفھم بالدنیا ولیس على فھمنا أنھم معصومین ، ولكن على فھم
التاریخ بأنھم عاشوا بحیاة صعبة لكي یخرجوا من الدنیا وقد صبروا
على امتحان االله لقلوبھم وصبرھم ..

قال سیدنا التبریزي - دام االله ظلھ ومن ثم رحمھ : - یا بني ، نحن نؤمن
بل من لا یؤمن أن الإمام معصوم من الخطأ صغیره وكبیره فھو لیس
من شیعتنا وھو كافر بالعصمة ، ومن یكفر بالعصمة فقد كفر بالقرآن ،
ومن یكفر بالقرآن فقد كفر باالله العظیم

قلت ( قاطعني ) فقال : انتظر حتى أكمل ..
قال : إن الإنسان معرض لحوادث خیر لھ وشر علیھ ، لیس لكي
یختبره االله تعالى فقط ، ولكن لكي یكون عبرة لغیره وتعلیم لغیره من
المسلمین .
نحن تعلمنا أن نصبر على الظلم منھم
وتعلمنا أن نصبر على الدین منھم
وكل التعالیم منھم ومن صبرھم وأقوالھم ، وتعلمنا من ھم محبوھم ومن
ھم مبغضوھم ، فھل فھمت لماذا كانت حیاة الأئمة صعبة ؟

قلت : یا سیدنا ، ( قال أنا في عجلة في أمري )
قلت : كلمة واحدة فقط .
قال : تفضل .

قلت : ما دام الأمر تعلیم لنا بان حیاة الإمام إنما ھي لكي نعتبر منھا
ونتعلم منھا ، فلماذا نقول أن علي - علیھ السلام - ھو الإمام بعد النبي -
- صلى االله علیھ وآلھ - ونحن قرأنا التاریخ ووجدناه قد سلم الأمر لأبو
بكر ، فلماذا لا نقول أن الإمام ھو أبو بكر ولیس علي - علیھ السلام ؟

فأمیر المؤمنین إن كان كلامك كما قلت علمنا وجعلنا نعتبر بان مبایعتھ
لأبو بكر إنما ھي تسلیم بأنھ ھو الخلیفة إمام المسلمین من بعد النبي -
صلى االله علیھ وآلھ ..

إن كانت مبایعتھ تقیة فلنقر كما اقر ھو اتقاء لمخالفینا إلى یوم القیامة ،
إو ن كانت طیب خاطر ورض اً منھ ، فلنتعلم ونعلم أبنائنا أن أبو بكر ھو
الإمام الأول للمسلمین ..

نحن الآن خالفنا أمیر المؤمنین - علیھ السلام - فنحن لا نقر بخلافة أبو
بكر لا عن رضى ولا عن تقیة ؟!..

صمت وعبس وبسر وفكر ودبر ومشى خطوتین ورجعت أربع
خطوات ، فزادت المسافة ، فاستخدم أسلوب الغضب والنقد وكأنھ
استھزأ بردي ، ولا اعلم ھل أصبت مفھوم المعنى أم أنشأت كلام لا
عبرة فیھ ، ولكن إن كان ھذا عیب في فھو عیب إو، ن كانت میز ة
فالحمد الله أني اقتنع برأیي إلى أن أجد من یغیره بدلیل .

انتھت الحصة التعلیمیة بعد مشادة كلامیة مع أحد زملائي في الحوزة
!!
والمھم ھو الحوار الجلي والشفافیة العمیاء التي حدثت بیني وبین الشیخ
مھدوي أبو أ حمد في مقھى قریب من الشارع الرئیسي لمبنى القائم -
علیھ السلام .
انتظرونا مع ھذا الحوار الشیق الذي دمعت عیناي منھ عندما جاء ذكر
عمر فاروق الأمة ..
-------------------------------------------------------------










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس