الحلقة الخامسة عشر
جلسنا في مقھى عامر بما لذ وطاب فاره بالخدمة الممیزة راقي في
زواره وكراسیھ وطاولاتھ ، جلسنا أنا وعمي الشیخ مھدوي أبو احمد ،
فأخذنا نتبادل أطراف الحدیث ..
قال لي : ما قصتك ؟
قلت : قصتي أني قرأت قصص رجال عظام لم أجد مدخلا لعقلي بأن
یجعلھم أو یقتنع بأنھم مروا على التاریخ مرور الھواء الفارغ ..
بل ھؤلاء صنعوا التاریخ والأمجاد ..
یا عمي أبو أحمد ،
قال : نعم أنا معك ، ولكن االله قادر على تبدیل حال إلى حال ، وھؤلاء
بدلوا دینھم ونافقوا ، ومنھم من نافق قبل موت النبي - صلى االله علیھ
وآلھ .
قلت : یا عمي أبو أ حمد ، ھل یعقل أن تكون الأمجاد على ید أنجاس
على حد قولك !؟
ھل یعقل أن المجد الإسلامي الذي وصل إلى نھایة الخریطة العالمیة
یكون على ید منافقین مرتدین !؟
كیف ینصر االله قوما عذبوا وظلموا نبیھم وآل بیتھ صلوات ربي علیھم
.!؟
قال : وماذا تقول في رجل كان شاذاً جنسیاً یتداوى بماء الرجال ( بدون
أي شعور نزلت الدمعة من عیني وكأني واالله أراه أمامي الفاروق عمر
رضوان ربي علیھ حامل سیفھ یوجھ رعیتھ فرحا بالفتوحات
والبطولات ، وھذا الإمعة عمي القبیح یقول ما قالھ ..)
قلت لھ : تبا لك ما أقبح توصیفك ، فواالله الذي بسط الأرض وخلق
الجن والإنس إ نھ ھو الذي جعلك تعیش في ھذه البلاد ، وھو الذي أسس
قواعد الإسلام في أعتى قوى الأرض فارس والروم ..
استغرب العم حأ بوأ مد من ردي ، وقال ما بالك مالك تدافع عنھ ھل
أنت ناصبي سني ؟ .!
قلت : لا واالله لست ناصبي ولست سني ، ولكني أرى الحق أمامي ،
وعندما أرى الحق فانا لا أرى أحداً معھ لا أنت ولا أبي ولا شیخي
الطھراني ..
ولكني رجل قرأت سیرة ھؤلاء العظام فكل واحد منھم دولة واالله ،
وكل فرد منھم یحتاج لأن نقف على قبره نحییھ تحیة الأبطال ..
أنت یا عمي أبو أ حمد لا تدري أن ھؤلاء الرجال ھم الذین قاتلو ا في
غزوة الفرقان غزوة بدر التي ھي مفترق الطرق ..
ولا تدري أنھم ھم الذین قاتلوا في غزوة احد ودافعوا عن رایة الدین
وعن نبي العالمین ، وھم الذین لم ینزعوا لباس الحرب بعد غزوة
الخندق وجاءھم الأمر بان لا یصلوا العصر إلا في بني قریظة فلو
كانوا منافقین لتخلفوا وھ م الذین ذھبوا في ذروة الحر إلى غزوة تبوك
ولو كانوا منافقین لتخلفوا عنھا ..
وھم الذین نصروا وكانوا ید رسول االله - صلى االله علیھ وآلھ ..
قال العم أبو أ حمد : عجیب أمرك وكأني لا اكلم من أ عرفھ وأعرف
طباعھ وشدتھ !.!
قلت : یا عمي العزیز ، سائلك سؤالاً تجیبني علیھ ولو بعد حین ؟
قال : تفضل .
قلت : ھل تعرف الروایة التي وصى بھا النبي - صلى االله علیھ وآلھ -
الصحابة على آل بیتھ - علیھم السلام ؟
قال : نعم .
قلت : وھل لو كانوا على رأیك بھم ھل تعتقد أنھ سیختارھم لكي
یوصیھم على أھل بیتھ ؟
لو كانوا منافقین ظالمین لما وصاھم علیھ وأنت تعرف أن المرء لما
یأتیھ الوفاة ینادي بأقرب الناس إلى قلبھ مصداقیة وإخلاصاً ویوصیھ
على أبنائھ وأملاكھ وأھلھ ..
ھل ھذا صحیح ؟
قال ...... ویا لیتھ لم یقل !.!
سوف تعجبون من السید العاملي عندما شاءت ال صدف أن نجتمع معھ
مرة أخرى ، ولكن ستكون مفاجأة إن شاء االله تعالى .
-------------------------------------------------------------