الحلقة الثانیة والعشرون
لعن الشیخین عند الشیعة الإثنى عشریة أمر واجب حتمي یندرج
تحت المولاة والمعاداة ، ومن لا یسب ویلعن أبو بكر وعمر خصوصاً
فھو مخالف للآیة الكریمة ( إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّھَ وَرَسُولَھُ لَعَنَھُمُ اللَّھُ فِي
الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَھُمْ عَذَابًا مُّھِینًا .. )
فعند الإمامیة أن أبو بكر وعمر آذوا فاطمة - علیھا السلام - وأذیتھا
أذیة للنبي - صلى االله علیھ وآلھ - وأذیة النبي أذیة الله ..
واالله یلعن من یؤذیھ بلا شك ..
فنحن ھنا بصدد أخذ عینات من القصص الموجبة لعن أصحابھا وننظر
ھل ھي واقعیة صحیحة موجبة أم خلاف ما نعرف ؟
في نھج البلاغة نھى علي - علیھ السلام - لعن أھل الشام الذین حاربوه
، ونحن ھنا نقف عند كلمة قاتلوه لكي نعرف أنھ أمر مشین وأعظم من
أي أمر كان ..
ولكن الغریب أن أمیر المؤمنین - علیھ السلام - نھى عن لعنھم قائلا ( :
ولكن قولوا اللھم أصلح ذات بیننا ..)
المحققین في نھج البلاغة شرحوا الأمر على أنھ كان یرجو ھدایتھم
ھذا أمر وتحقیق طیب جدا ..
لأنھ - علیھ السلام - یحب الخیر أكثر من حبھ للشر للبشر ، فھو إما أن
نقول أنھ یتمنى ھدا یة الناس ، وإما أ نھ یتمنى أن یستمروا في ضلالھم .
والأولى ھي منوالھ بالتأكید ..
فتعالوا إلى نظریة لعنھ بعد صلاة القنوت للشیخین ، فنعلم حینھا أنھ لو
كان یدعوا لھم قبل وفاتھم لعلمنا أن دعائھ علیھم صحیح أو مقبول
عقلیاً ؛ لأنھم ماتوا ولم یھتدوا عن ضلالتھم ( جد ) لاً
ولكن نحن لا نجد أنھ كان یدعوا لھم ( في معتقد الأثنى عشریة) وإلا
فھو خلاف ذلك بلا شك ولكن من باب إیصال الحقیقة فقط والمعنى
فكیف یدعوا الھدایة لمن قاتلوا ویدعوا باللعن على من ظلموه !؟
من اغضب الزھراء - علیھا السلام ..؟..
إن نظریة إثبات منع أبو بكر لمیراث الزھراء ھي نظریة واھیة
لأسباب عقلیة أكثر منھا شرعیة ،فالمتتبع للروایات یجد تضاربھا عقلاً
وشرعا ونقلاً ..
كل ما یؤید التراحم بین آل أبو بكر وآل البیت - علیھم السلام - ینسبھ
الشیعة الإمامیة إلى التقیة ..
كل ما یؤید مظلومیة آل البیت - علیھم السلام - ینسبھ الإمامیة إلى
الحقیقة والواقع ..
لو قلنا أ أن رض فدك فیھا خیر كبیر مثلاً ھي تعطي من یملكھا قرابة
الخمس آلاف درھم سنویاً أو نصف سنوي ..
ولو قسنا الأمر بالنسب ة لإعطاء أبو بكر لآل البیت من بیت المال بشكل
شھري لعلمنا انھ أعطاھم أكثر مما تنتجھ فدك بأضعاف تقدر بأربع أو
خمس أضعاف على أقل تقدیر ..
وبشكل مستمر !!..
فھل أبو بكر یرید اغتصاب الأرض لكي یجعل آل البیت فقراء .؟.
ھنا یرفض العقل ذلك ..
نأتي إلى عمر وخلافتھ عشر سنین بعد سنتین أبو بكر ونراه أنھ استمر
في العطاء وأجزل فیھ أكثر مما ینبغي بل انھ أعطاھم أمو الاً وحلالاً
واستثناءات لم تعطى لھم في عھد نبیھم - صلى االله علیھ وآلھ ..
والغریب بالأمر أن أبو بكر وعمر لم یأخذوا فدك لھم بل ھي من
صدقات النبي - صلى االله علیھ وآلھ - للمسلمین ..
فأین اغتصاب فدك وما فائدة فدك بالنسبة لمن اغتصبھا .؟.
من یسرق فلابد أن نراه ینتفع مما سرقھ ، ولكن السؤال ماذا استفاد أبو
بكر وعمر من فدك ؟
وھل أخذ آل البیت نصیباً من بیت المال أكثر من لو كانت فدك لھم .؟.
ھنا نعلم أن الاغتصاب یجب أن یتغیر بالتسمیة والمحتوى ؛لأنھ لم
یحقق أركانھ القاضیة بان ینتفع المغتصب مما اغتصبھ أن أو یمنع
أصحاب ھ من العطایا ، لأن أركان الاغتصاب ھي نوعین
أنا اغتصب أرض ك لأني أریدك فقیراً ..
أنا اغتصب أرضك لأني أرید أن انتفع منھا ..
ھل یوجد ركن ثالث ؟ .
ھل تحققت الأركان في أبو بكر وعمر .؟
نأتي إلى رأي العوام من الأثنى عشری ة بعیداً عن رأي العلماء ، ونجده
عقلیاً موافق لأھل السنة ، ولكنھم مجبورین بالإیمان بكلام علمائھم
لأ، ن علماء الشیعة الإمامیة یقولون أن من لا یؤمن ب ن أ أبو بكر وعمر
ظالمي آل البیت - علیھ السلام - فھو ناصبي ملعون مثلھم .؟.
ھنا وقع العامة في معضلة لو فكوا رموزھا لوجدوا أن الدین الأثنى
عشري مبني على لوي الذراع لا أكثر ولا . لقأ
سوف نتكلم عن الصحابة وآل البیت في الحلقات القادمة إن شاء االله
لكي نكرس الجھود حول ھذه الشبھة التي عطلت العقول المفكرة .
------------------------------------------------------------