الحلقة الحادیة والثلاثون
العزاء الحسیني واللعن لقاتلي الحسین ھل ھو إتباع أم تأجیج عاطفي ؟
یقولون أن التعزیة والشعائر الحسینیة من شعائر االله ومن یحیي شعائر
االله فھي من تقوى القلوب ..
فھل علموا أن من صبر على مصیبة فجزائھ ( وبشر الصابرین الذین
إذا أصابتھم مصیبة قالوا إنا الله وإنا إلیھ راجعون أولئك علیھم صلوات
من ربھم ورحمة وأولئك ھم المھتدون .. )
إن كان استشھاد الحسین - علیھ السلام - مصیبة فتحقیق ذلك یكون
بالصبر علیھا لا باللطم والتطبیر وضرب القامات بالسلاسل
والزنجیر!!
فإتباع الحسین - علیھ السلام - یكون بالاقتداء بجھاده لا بالبكاء
والعویل في كل عام ومن ثم نضحك ونلھو في بقیة العام ..
الحزن على المیت لا یجب أن یتعدى ثلاث أیام ، وھذا ما نصت علیھ
الروایات ، فكیف نستثني الحسین - علیھ السلام - من القاعدة ولا یوجد
روایة شرعیة من فاه النبي - صلى االله علیھ وآلھ - تستثني الحسین ،
وإلا فالأولى أن یستثني النبي - صلى االله علیھ وآلھ - نفسھ بل والأولى
أن یفعل الحسین وأخیھ الحسن وأبیھم - علیھم السلام - مجالس عزاء
لجدھم - صلوات ربي علیھ وآلھ !.!
البكاء واللطم والشق للجیب لا یغیض عدواً ولا یحرر أرضاً ولا
یضفي شرعا ، ولكنھ یحقق الھبوط في معنویات الرجال والنساء
ویجعلھم تحت تأثیر مخدر الكره والعدائیة الدائمة ..
سألت شیخي الطھراني مرة وقلت لھ لماذا لا نحزن في قلوبنا ؟ .
فقال : إ إن ظھار الحزن على الحسین - علیھ السلام - ھو تنبیھ وتذكیر
للناس بالمظلومیة ..
فقلت لھ : یا شیخي الطھراني ، ھب أن رجل بكى في ظاھر الأمر
ودمعت عیناه في مجلس عزاء الحسین ، ولكنھ كان یبكي من شدة
الفرح على مقتل الحسین - علیھ السلام - وأنت تعلم أن البكاء یمكن أن
یكون شكرا الله على أمر یفرح ..
فماذا نفھم من ھذا الموقف یا شیخنا الطھراني ؟؟
قال : إن البكاء الظاھري ھو الذي نعلمھ نحن البشر ، ولكن االله تعالى
یعلم ما في قلب ھذا الشخص من كره للحسین - علیھ السلام ..
فقلت لھ : وھل یعلم االله ما في قلوب البكائین في المجالس الحسینیة
كلھم ؟ .
قال : بكل تأكید یا بني ..
قلت : فلماذا لا نحتسب الأجر من االله إذن ونترك الظواھر الخارجیة
لا تي لا تنفع بحل مصیبة ولا تضر بإھراق فتنة ؟
فقال : إن من ضروریات المذھب أن نعمل المجالس اقتداءً بالأئمة
وإظھاراً للحزن على الحسین ..
فقلت :یا شیخنا الطھراني ، أنا عندما أنطوي في ھذا الیوم أقرأ سیرة
الحسین وقصة استشھاده لوحدي في غرفتي أو في مسجد وأتعلم سیرتھ
لكي أطبقھا على مدار السنة وأبكي بیني وبین ربي سبحانھ على
مصیبة قتلھ ..
فھل أجري وعملي خیر أ أن أم ذھب لمشاھدة التمثیلیات الحسینیة
واللطم الذي لا أعلم ھل ھو ریاء أو لا والبكاء المزعوم من التباكي
المحمود ؟
شیخي الطھراني - قدس سره أنا - یا سیدي عندما أحزن على الحسین
فانا أحزن على ما حدث للحسین - علیھ السلام . -
وما حدث للحسین - علیھ السلام - یجعلني أفرح لھ لأنھ شھید ولأن
قاتلیھ في النار ملعونین ..
ھل الا تباع أولى أم البكاء خیر ؟ .
نتبع جھاد الحسین ونبذه للظلم
ولا نبكي على استشھاده لأنھ - علیھ السلام - أضفى إلى عزیز مقتدر
في جنات الخلد تمرح روحھ الشریفة ..
الحسین الآن ھو حي كما نص القرآن على أن الشھداء أحیاء بأرواحھم
..
فھل تتوقع یا شیخي الطھراني ، أن الحسین الآن سعید أم حزین ؟ .
قال كلام لا عبرة فیھ ، فقاطعتھ وقلت عفواً شیخي فانا أرید الجواب
منك على ھل الحسین وروح الحسین الآن سعیدة أم حزینة .؟
فقال كلام لا عبرة فیھ عن إحیاء الشعائر و و و
فقلت لھ : یا شیخي ، ھل عندك جواب ؟ .
فقال : على ماذا ؟ .
فعلمت أ نھ لا جواب على السؤال ، فقلت لھ : إن كان الحسین الآن
سعید فنحن لابد لنا أن نفرح لفرحھ تحقیقاً لمسلمات الواقعیة في الاتباع
للمعصوم ..
إو ن كان حزیناً الآن فلا بد أن نحزن لحزنھ ..
فلو علمت رجلاً روحھ في الجنة الآن یمرح فیھا بخضرتھا وجمالھا
مع الحور العین ویكون حزیناً فلا نرید ھذه الجنة ..
ولكن المعلوم أن كل من یدخل الجنة لابد أن یكون سعید تحقیقاً للمعادلة
الربانیة شقي أم سعید ..
سیكون الموضوع متتابعاً حول قضیة عاشوراء إلى أن ینتھي یوم
العاشر من محرم فیتزین الرجال والنساء ، وتذھب الأحزان ویمضي
كل واحد لعلمھ ، وننسى الحسین ونقول وداعاً یا حسین لذكراك وحزن
ذكراك إلى العام المقبل بعد الأربعینیة الخالدة .
-------------------------------------------------------------