الحلقة السابعة والثلاثون
تكلمت بحوارات كثیرة مع مجموع ة متحضرة في العقیدة عقلانیة
في الطرح تأخذ وتعطي ولا تتعصب إلا للحق فقط
قلت لھم : ھل قصة اغتصاب الولایة تنطوي على العقل بكل شفافیة أم
لھا غیوم وغبار بحاجة لنفض ؟ .
قالوا : بل ھي كما نعلم حقیقة تاریخیة نؤمن بھا وإلا فنحن نكون سنة (
فضحكوا قلیلاً )
قلت : كیف یقبل العقل أن یأخذ الولایة أبو بكر وفي نفس الوقت نراه
مجاھداً ضد مانعي الزكاة !.؟
ھل من یرید الدنیا یجاھد في سبیل االله ؟ .
قالوا : حدث الأمر بعد أن ارتد الناس ولم یكن یتوقعھ .
قلت : إن كنا نقول أ نھ ھو نفسھ مرتد فكیف یقاتل المرتد مرتدین مثلھ
.!؟
قال أحدھم : واالله إن الإمامة لعلي - علیھ السلام - ولكن ظلم أبو بكر
ھو الذي سلبھا منھ .
قلت : على رویدك یا حبیبي ، فلو كان الأمر حباً بالولایة لجلس على
كرسیھا أبو بكر وما قاتل وامتثل لنصیحة عمر لما قال ل ھ لا تقاتلھم
ولكنھ أبى إلا الجھاد ..
فھل ھذا الرجل یحب الكرسي لو شغلنا العقل یا إخواني ؟ !!.
فقلت لھم : بعد صمت دام ثواني : ھل بیعة الخلیفة تلزم أن یبایعھ كل
المسلمین أم یكتفي بالغالبیة ؟
قالوا : بل تكفي الغالبیة ..
قلت : فلماذا أصر أبو بكر على بیعة علي - علیھ السلام ؟ .
قالوا: لأنھ ممثل بني ھاشم ولابد أن یكون لھم الأولویة في البیعة .
قلت : وھل عرفوا أنھ ممثل بني ھاشم .؟
قالوا : أكید یعرفون .
قلت : إذن ھم یعرفون قدره ومكانتھ ؟
قالوا : نعم ومن یجحد مكانتھ - علیھ السلام .
قلت : وھل من یعرف مكانتھ یذھب لزوجتھ ویضربھا ویكسر
ضلوعھا وھو یعرف أن ورائھ بنو ھاشم جمیعا !.؟
لا لا یا إخوان المسألة فیھا عبث تاریخي ..
قالوا : وماذا تقول في قصة بیعة السقیفة التي خلت من المھاجرین ؟ .
قلت : لا أعلم عنھا أن إلا أبو بكر وعمر لم یذھبوا لكي یأخذوا الكرسي
، لأن القصة التاریخیة تقول إن الأنصار تكلموا في الخلافة فذھب أبو
بكر لیطمس الفتنة ..
فلم یؤھل نفسھ بل قال بایعوا عمر أو أبو عبید ة
فھل ھذا یرید الكرسي ؟
قال واحد منھم ساذج : یمكن طابخینھا ( مدبرین لھا من قبل .؟)
قلت : وھل أكل الطبخة الأنصار .؟
قال : یمكن .
قلت : إذن ھو نجاح وذكاء لو سلمنا أن كلامك معقول ولیس فشل ،
فلماذا إذن یا حبیبي ما طبخوھا على أمیر المؤمنین - علیھ السلام ؟ .
قال : ھو أعلم بالدواھي منھم فھو داھیة من دواھي العرب .
قلت یا: لیت عربنا في كربلاء یقتدون بدھائھ أمام الطبخ الفارسي ,
عموما لو سلمنا أن كلامك صحیح وما قدروا یطبخونھا على علي -
علیھ السلام - فھل یعقل أنھم یكسرون الباب ویصادف أن الزھراء
خلف الباب وینكسر الباب علیھا بحركة درامیكیة ، ویذھب للخلف
ویحشرھا على الجدار ویدخل المسمار فیھا فیسقط جنینھا !؟
فیأتي علي - علیھ السلام - مسرع اً فینشغل بھا ویتركھم فیحول بینھ
وبینھم الزبیر بن العوام ، فینتھي الأمر عند ھذا وینسى حقھ ولا یطالب
بالقصاص منھم !!
بس
فقط بھذه البساطة تكون القصة ؟ .!!
قالوا : ولیش مستغرب یا بابا ھ لاؤ ء یسوون أكثر من شخص ..
قلت : ویجاھد مع أبو بكر ویبایع عمر وعثمان ولا یطالب بفدك ،
ویقول ال أن ذین بایعوه ھم الذین بایعوا الذین قبلھ ، ویترك المدینة
ویؤسس العاصمة في الكوفة ولا یخاف من انقلاب علیھ في المدینة
وكان قبلھا عایش سنین في المدینة وكل ھذا ونقول أنھ مظلوم ..
یا أخي ، واالله لو كان ھذا الكلام صحیح لكان اھوه اللي ظلم عمره
.. !!
بالمنطق تكلمنا وبالمنطق استكملنا قناعتنا ، ولنا تتمھ حول حدیث العقل
حول شوائب التاریخ الملفقة !! ...
--------------------------------------------------------