الحلقة الثامنة والثلاثون
قلت لبعض الشیعة في مجلس صغیر نجتمع بھ في أحد الطرقات
ھل تعتقد أن العقل یقبل أن یكون الحسین - علیھ السلام - خرج للكوفة
من أجل الرئاسة والولایة والبیعة فقط ؟ .
وھل طلبھا قبل ذلك ؟
ولماذا نناقض أقوالنا ونقول أنھ خرج لكي یقاتل الظلم والجور الأموي
، وفي المقابل نراه راضیاً بالظلم في زمن عمر وعثمان وعلي
ومعاویة !؟
قال بعضھم : وقف وقف كیف تقول ظلم علي - علیھ السلام !.؟
قلت : لأن الأمور لم تتغیر عقائدیاً واجتماعیاً منذ تولي أبو بكر إلى
معاویة فكل الأحداث الاجتماعیة ھي ھي لم یتبدل شيء ..
فلو ظننا أن خلافتھم ظالمة فلماذا لم یغیر علي - علیھ السلام - منھا
شيء عندما استلمھا .؟
أبو بكر حكم وأقام الصلاة والزكاة وجاھد
عمر كذلك
عثمان كذلك
علي كذلك
معاویة كذلك
فما الفرق بین الحقبات السابقة ؟ .
ما ھي مظلومیة آل البیت التي ندندن حولھا یا جماع ة
اغتصبوا الخلافة !
اغتصبوا فدك !
كسروا ضلع الزھراء !
فقط !!
ھل یوجد مزید من أحدكم یقولھ لي ؟
قالوا : وھل ھذه أمور صغیر ة باالله علیك ؟
قلت : بل ھي تتشابھ في الأزمان كلھا ..
قالوا : كیف ؟
قلت : لو قلنا أن أبو بكر وعمر وعثمان اغتصبوا الخلافة من أمیر
المؤمنین - علیھ السلام - فمن من اغتصبھا ھو ؟ .
من أعطاه الولایة یا جماعة ؟
ھل ملائكة من السماء
أم قوم من الفرس والروم !؟
أخذ الخلافة من الناس الذین أعطوھا أبو بكر وعمر وعثمان ، وھذه
على أقل تقدیر ھي بمثابة دلیل على أن الصحابة لم یكرھوا علي - علیھ
السلام - ولكنھم فضلوا علیھ ھؤلاء فقط ..
ھل أنتم منتبھین لھذا الأمر ؟
قالوا : زد واشرح ..
قلت : لو كان أبو بكر وعمر ظالمین فلم یكونوا كذلك لولا أن كانوا
أصحاب قوة ونفوذ وجماعة
فلیس من السھل أن تغتصب حق أحد من الناس وأنت لا حول لك ولا
قوة .
فأین أ تباعھم الذین ناصروا ظلمھم عندما مات عثمان ؟
لو أردت الآن أن تصوت للانتخابات لحزب الحكیم مثلاً ، ومات
الحكیم فأنت سوف تعطي أتباعھ ومن یخلفھ ؟
قالوا : نعم .
قلت : فعندما مات أبو بكر وعمر وعثمان فمن أعطوا بیعتھم ھؤلاء
الذین ناصروھم
أعطوھا لعلي - علیھ السلام .
إذن ھو من أتباعھم وخلیفتھم بالحزب ...
أمر آخر یا جماع . ة
المظلومیة تتكون من أجزاء وأھمھا ھي اغتصاب الخلافة الذي انتھینا
منھ وشرحناه بان العقل لا یقبلھ .
الأمر الآخر ھو فدك التي نقول أن عمر وأبو بكر اغتصبوھا من آل
البیت ..
لو كانت لآل البیت شرعاً وحكماً من االله لماذا عطلھ علي - علیھ السلام
- في زمنھ وھو الوقاف عند حدود االله !؟
نقول لأن الأمور والتقلبات السیاسیة لم تعطیھ فرص !ة
ونبطل القول بأن الأمر لا یحتاج إلى فرصة ؛ لأنھ أمر من فمھ لولاة
الأمصار بأن یعطوھا ویسلموھا لأبنائھ ..
الأمر الثالث ھو ضرب الزھراء من قبل عمر وأبو بكر
ھل یعقل أن یدخلوا بیتھ ویكسروا الباب و...... إلى نھایة القصة .!!.
واالله إن العقل لا یقبل التصدیق والدلیل أن علي - علیھ السلام - سمى
أبنائھ على من نقول أنھم كسروا ضلع زوجتھ - علیھا السلام ..
یقول علمائنا إنھا تقیة منھ ؛لأنھ خشي ما أو شابھ ھذه الأعذار ..
ھل إلى ھذه الدرجة كان الإمام یخشى بني عدي وتیم وأمیة ؟
لماذا قاتل معاویة إذن ولم یخشاه وھو بجند الشام العتید ؟
لا لا یا جماع ة الأمر بحاجة لوقف ة عقل یتفكر في ھذه الأمور ، ولكني
أتفق مع من یقول على أن الخلافات بین السنة والشیعة ھي خلافات
سیاسیة ولیست مذھبیة ..
الإیرانیین یریدون أن یقتل العربي العربي بأیدیھم ..
ھم یروجون للمظلومیات ولكن نحن الجیل المثقف یجب أن نتعلم أن
الحیاة الاجتماعیة بین الصحابة وأھل البیت كانت ممیزة جداً .
والدلیل منذ ھجرة النبي - صلى االله علیھ وآلھ - إلى زمن الأمویین
والعباسیین نجد أن أھل البیت یقطنون مكة والمدینة التي تعج ببني
عدي وتیم وأمیة وأتباعھم ..
علي - علیھ السلام - عاش بینھم وأبنائھ ، فأین المشاكل المذھبیة
ھل المظلوم یبقى بجوار الظالم !؟
وحتى لو بقى ھل یتقیھ إلى درجة أن یزوجھ ابنتھ ویسمي أبنائھ علیھ ،
ویحرض أبنائھ على الدفاع عنھ ویمدح فیھ في كتاب نھج البلاغة ..؟
لنا وقفة تاریخیة حول الأحداث ولكن بالعقل نقول وبالعقل نسلم أن
المذھب الأثنى عشري مبني على مظلومیات واھیة فقط ..
خرج الدم من رأس الحسین بجھاده وقتالھ ولیس بیده !
ضرب الحسین أعدائھ بیده ولم یضرب صدره بید !ه
تمرغ جسده بالطین بعد شراستھ على أعدائھ ، ولم یمسك الطین
ویمسحھ على رأسھ ..
فلنكن عقلانیین ونقول أن الحسین مجاھد بطل لا یرید التشابیھ
والتمثیلیات واللطم والتمرغ ، ولكنھ یرید رجالاً یجاھدون مثلما جاھد
الظلم ، وأول الظلم ھو دخول الفرس لكربلاء العربیة واستیلائھم على
المرجعیات العشر الموجودة في أرض الرافدین فھل الدین أصبح
فارسي !؟ ...
لنا وقفھ إن شاء ربي تعالى .
-------------------------------------------------------------